الجمعة، 7 أبريل 2017

عندما تتجاوز حدود الخيال فأنت في داتشه – موغلا





 بلدة “داتشه” التابعة لمحافظة موغلا جنوب غرب تركيا روادها الوقت والهموم بفضل طبيعتها غير الملوثة ومعالمها التاريخية وقرى منطقة إيجه النظيفة والهدوء بفضل مياهها الزرقاء وكذلك بفضل أهلها بشوشي الوجه المشرقين والمضيافين.

وبإمكانكم أن تستمتعوا بتجاذب أطراف الحديث في مقهى مشيد على الطراز القديم من الحجارة في داتشه القديمة أو في مقهى بإحدى القرى تحت إشراف وإدارة امرأة على الأرجح.

و”داتشه” هي بلدة تشدّون الرحال إليها في رحلة خياليّة مع البحارة المتهورين الذين يقاومون الرياح من أجل رؤية أفروديت العظيمة.

بعض الشواطي الجميله

شاطئ هاستانه آلتي (Hastanealtı)


يحظى هذا الشاطئ الذي يتكون من خليط من الرمال والحصى بإقبال كبير جدًا بفضل موقعه وقربه من وسط المدينة. وهناك الكثير من المطاعم للأكل والشرب وأماكن للإقامة بجوار المنطقة الموجود بها الشاطئ.

شاطئ كيزلان آلتي (Kızlanaltı)

ويشتهر هذا الشاطئ الذي يتمتع برمال ناعمة ويحظى بإقبال كبير من قبل ممارسي رياضة ركوب الأمواج، باستقباله الرياح طوال الوقت.

شاطئ جولّوك كويو (Güllük Koyu)

 أهم ما يميز هذا الخليج الصغير الذي يتمتع برمال خشنة هو العمق المفاجئ للبحر.

شاطئ كوملوك (Kumluk)

يتشكل الشاطئ وقاع البحر من الرمال. كما أن بحره ضحل إلى حد كبير. وهناك الكثير من المطاعم والمقاهي بجوار الشاطئ.
وهناك شواطئ أخرى مشهورة في داتشه مثل طاشليك (Taşlık) وآزغانلي (Azganlı).

الخلجان الصغيرة
المنطقة الواقعة في شبه جزيرة داتشه متعرجة مثل الدانتيل. وأحيانًا تكون محاطة بصخور شديدة الانحدار وأحيانًا أخرى برمال ناعمة. وهناك 52 خليجاً صغيراً على سواحل داتشه. كما توجد جُزر صغيرة أمام بعض الخلجان، وبعض هذه الخلجان كبيرة إلى حد ما وتتمتع بشواطئ طويلة. وبعضها ممتلئ بالحصى، لكن جميعها شواطئ طبيعيّة ونظيفة للغاية.

خلجان صغيرة تطل على بحر إيجه

خليج (Murdala)

يبعد هذا الخليج مسافة 38 كيلومتراً عن وسط بلدة داتشه ومسافة 10 كيلومترات عن قرية جمالي، وهي الأقرب له، طريقه من التراب اعتبارًا من القرية وما بعدها. والهضاب والجبال الموجودة حول الخليج محاطة بأشجار الصنوبر وخشب الصندل. أما في الأجزاء المستوية القريبة من الخليج فتوجد أشجار زيتون وتين. وشاطئ الخليج جزء منه من الرمال وجزء آخر من الصخر.

خلجان تشاتي (Çatı) الصغيرة والكبيرة
وتحاط المنطقة الواقعة في خلجان تشاتي الكبيرة والصغيرة التي تقع على مسافة 45 كيلومترًا من وسط المدينة شمال شرق شبه جزيرة داتشه بأشجار الصنوبر وأشجار أخرى. والخلجان المطلة على خليج جوك أوفا تبعد 1.5 كيلومتر عن الطريق البري لمنطقة مارمريس. وهناك خليجان قريبان يتمتعان بمنظر المرفأ الطبيعي. كما يعد مكانًا آمناً لمرسى القوارب في الأجواء شديدة الرياح.

خلجان صغيرة أخرى تطل على بحر إيجة
ويأتي على رأس هذه الخلجان؛ جوكتشالار بوكو (Gökçeler Bükü) وكيزيل أغاتش (Kızılağaç) وألافارا (Alavara) وتشاكال (Çakal) وداملاجيك (Damlacık) ومرسينجيك (Mersincik) وإسكانديل (İskandil). والأمر ذاته ينطبق على مرفأ كورمان الذي ترسو فيه العبّارات البحرية.

خلجان صغيرة تطل على البحر المتوسط
خليج تشيفليك (Çiftlik) الصغير
يقع هذا الخليج الصغير جنوب شرق شبه جزيرة داتشه على مسافة أقل من 30 كيلومترًا من منطقة مارمريس المؤدية إلى داتشه. ويضم الخليج أكبر قرية سياحيّة في المنطقة تسمى بقرية آكتور (Aktur) السياحية. والمنطقة الواقعة خلف الخليج محاطة بأشجار الصنوبر.

خليج كوروجا بوك (Kuruca Bük) الصغير

هذا الخليج الصغير الواقع على مسافة 1.5 كيلومتر بالقرب من قرية آكتور السياحية محاط بأشجار أوكالبتوس. وشاطئ هذا الخليج مفتوح بشكل عام لخدمة المقيمن في القرية.

خليج كارا إنجير (Karaincir)

ويبعد هذا الخليج مسافة 15 كيلومترًا عن وسط المدينة على الطريق المؤدي لمنطقة مارمريس. وتفضل العائلات التي لديها أطفال صغار هذا الخليج بفضل رماله الناعمة وبحره غير العميق. ويمكن الوصول إلى الخليج الذي يضم مطاعم ومقاهي بصورة منتظمة عن طريق باصات قرية آكتور وخليج كارا إنجير.

خليج كارغي (Kargı) الصغير
ويبعد هذا الخليج الصغير مسافة ثلاثة كيلومترات عن وسط المدينة ويمكن الذهاب إليه سيرًا على الأقدام. هذا الخليج الذي لا يستقبل الرياح القادمة من منطقتي الشمال والجنوب الغربي يلفت الأنظار بفضل أماكنه الطبيعية وهدوئه وتوفيره الراحة. ويضم هذا الخليج الذي يتمتع بشاطئ من الحصى أماكن للأكل والشرب ومرسى لليخوت الصغيرة.

 خليجا أوفا (Ova) وهاييت (Hayıt)
وهما خليجان قريبان من بعضهما البعض في قرية مسعوديّة. حيث يقعان على مسافة 20 كيلومترًا من وسط المدينة، ويضمان الكثير من المطاعم وأماكن الإقامة المصطفة على طول الساحل. وشاطئ خليج (Hayıt) من الرمال، أما شاطئ خليج (Ova) فهو من الرمال والحصى.

 خليج بالاموت (Palamut)

ويعتبر هذا الخليج الذي يبعد مسافة 25 كيلومترًا عن وسط المدينة ومسافة 15 كيلومترًا عن أطلال كنيدوس أحد أشهر الشواطئ المشهورة في شبة جزيرة داتشه. ويضم أماكن للإقامة إلى جانب منشآت للأكل والشرب. أما شاطئ الخليج فهو خليط من الرمال والحصى. ويوجد مرسى صغير غرب الشاطئ لليخوت وقوارب الصيادين. وفي الداخل توجد أشجار اللوز المشهورة في داتشه التي تمتد على مساحات كبيرة جدًا. وعلى مسافة ليست ببعيدة عن الخليج توجد جزيرة صغيرة ير مسكونة.

خليج آكفاريوم (Akvaryum)

ويقع هذا الخليج في الناحية الشرقية من خليج بالاموط على مسافة كيلومتر واحد فقط. هذا الخليج صغير لكنه مشهور بصفاء مياهه؛ حيث إنه يستمد اسمه من ذلك، ويمكن رؤية عمق البحر على عدة مترات ومشاهدة الحياة تحت الماء بواسطة نظارة بحر. أما أشجار الصنوبر الموجودة بجوار الخليج مباشرة فتعتبر مكانًا يستظل تحته الهاربون من الشمس والمتنزهون، وهو مغلق على الرياح القادمة من منطقتي الشمال والشمال الغربي.

خليج دوموز (Domuz)

ويحاط هذا الخليج بأشجار الصنوبر. وهو مغلق على الرياح القادمة من أية جهة عدا الجنوبية. وشاطئ هذا الخليج من الرمال والحصى. وهو أحد الأماكن التي تستريح فيها القوارب التي تنظم رحلات لمدة يوم واحد من أجل السباحة بالخليج.

خلجان أخرى تطل على البحر المتوسط
من أبرز هذه الخلجان؛ أكتشه بوك (Akça Bük) وكورو بوك (Kuru Bük) وكيزيل بوك (Kızıl Bük) وصاري ليمان (Sarı Liman) وكارا بوك (KaraBük) وجونلوجاك (Günlücek) وليندوس (Lindos).

أما مدينة كنيدوس القديمة الواقعة في أقصى شبة جزيرة داتشه وشبه جزيرة كاب كريو الموجودة أمامها فهما يفصلان البحرين. ويقع على جانب كل منهما خليج هلالي مثل القمر. وهو في الوقت ذاته يعتبر مكانًا يرسو فيه قوارب الرحلات البحرية القادمة إلى المنطقة.

الأماكن الطبيعية

بحيرة إيليجه (Ilıca)

وهي بحيرة صغيرة تقع على جانب البحر مباشرة ناحية الجنوب الغربي من الشاطئ الصخري في وسط المدينة. ومياه هذه البحيرة التي تحتوي على معادن مفيدة للصحة تعتبر ساخنة إلى حد ما مقارنة بمياه البحر. وتتشكل البحيرة من بئر مائي ينبع من سفوح الجبال. وتمت إحاطتها بجدران لتشكيل بحيرات صغيرة لكنها مازالت مرتبطة بالبحر ولم تنقطع عنه. ويمكن السباحة في البحيرة والاستمتاع باستحمام طبيعي تحت الماء الذي يصبّ في البحار وكأنه المساج.

كثبان جيباكوم الرملية (Gebekum)
وتكونت الكثبان الرملية نتيجة التفاعل مع حركة البحر وطبقة الأرض الموجودة في المنطقة وحركة قبل آلاف السنين. وهي تبعد مسافة خمسة كيلومترات بين قرية ركوب الأمواج وجزيرة يولوجا ويغطيها شريط ساحلي يبلغ طوله ما بين 200 إلى 400 متر. وتم العثور على 19 نوعًا من الطيور في هذه الكثبان الرملية.

رياضة ركوب الأمواج في داتشه

من أجل ممارسة رياضة ركوب الأمواج في داتشه ينبغي توافر ظروف مناخية خاصة بالنسبة للرياح بحيث تهب بشكل متوازٍ على البر، وليس من البحر إلى البر أو العكس، شريطة أن تكون قوتها غير عميقة وبقوة تتناسب في وقت لا توجد به أمواج في أماكنه الضحلة.وداتشه تجمع كل هذه الأشياء في وقت واحد.

الغوص وحطام السفن والقوارير

منطقة إينجه بورون (İnce Burun) هي أبعد منطقة للغوص تبعد مسافة 45 دقيقة عن المرفأ، وتعتبر في نفس الوقت النقطة التي يبدأ فيها حظر الغوص.

منطقة أوتش كايالار (Üç Kayalar)

 تعد منطقة أوتش كايالار (Üç Kayalar) أشهر مناطق الغوص في بلدة داتشه. إذ تبدأ الشعاب المرجانية من 3 أمتار. ويوجد في أرضيتها الرملية ثلاث صخور كبيرة تشبه الأهرامات. ويبلغ ارتفاع هذه الصخور التي تبعد عن بعضها البعض بمسافة 30 مترًا وغنية بمختلف الأحياء 8 أمتار. والصخور الثلاث هي أكثر مكان يتواجد به الأسماك الكبيرة.

رحلات التنزه سيرًا على الأقدام (Trekking)

والهدف من رحلات التنزه سيرًا على الأقدام في مدينة داتشه أن يقوم السياح بالمحافظة على حالتهم الصحية عبر ممارسة رياضة المشي وتعرفهم على الأماكن الجملية الموجودة في المدينة بصورة مختلفة. حيث تنتهي نهاية معظمهم عند البحر. والبعض الآخر يبدأ من البحر وينتهي عند البحر. وبعد الانتهاء من المشي نوصيكم بقضاء أيام ممتعة بحيث يستمتع السائح بالسباحة في المياه الزرقاء ببحر إيجة والبحر المتوسط وينهي رحلته بتناول وجبة العشاء في المطاعم الموجودة على الشريط الساحلي.

كما أن تسلق الصخور الموجودة في وادي النسور والخروج في رحلة استكشافيّة داخل وادي أكسرا يعني السير على مسارات صعبة.
تعتبر مدينة داتشه مكاناً مثاليًا لممارسة جميع أنواع الرياضات المائية بفضل بنيتها الطبيعية ورياحها. وتتميز المدينة بأن ممارسة الرياضة بها وأجواء المتعة موجودة في آن واحد. ولعل أحد أمتع هذه الرياضات التي تجمع بين الرياضة والمتعة هي رياضة القفز بالمظلات. وأفضل مكان يمكن الذهاب إليه لهذه الرياضة هو بالاموط بوكو.

جولات في البحر

إذا كنتم اخترتم مدينة داتشه لقضاء عطلتكم فيجب عليكم إذن أن تتعرفوا على الجولات التي تُنظم في البحر. وبالنسبة لجولات اليوم الواحد فهي تنطلق من المرفأ، ويتم تناول الغداء في القارب مجانًا لأنه ضمن رسوم الجولة. والقوارب تعطي فترة استراحة للسباحة في أجمل الخلجان. وبعدها يتم التوجه صوب الناحية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط من شبه جزيرة داتشه. ومنطقة كنيدوس هي آخر مكان ترسو فيه. وأخيرًا يتم العودة إلى داتشه قبل موعد وجبة العشاء.

أماكن تاريخيّة

مدينة كنيدوس القديمة (Kindos)


تعد مدينة كنيدوس القديمة (Kindos) الواقعة في أقصى شبة جزيرة داتشه التي تعد واحدة من المراكز السياحية التي تم فيها المحافظة على البيئة الطبيعية، مكان أطلال محاط بأماكن طبيعية لم يصب منطقتها أي ضرر بفضل شبه الجزيرة الموجود فيها. أما المنطقة التي تمتد بعدها فهي ممزوجة بالثقافة الهيلينية. وجذورها تعود إلى الأفروأوربيين. وشبه الجزيرة التي تمتد على طول عدة كيلومترات من البر إلى البحر تفصل في الوقت ذاته بين بحر إيجه والبحر المتوسط.

ومدينة كنيدوس القديمة تقع في نقطة بحيث يمكن مشاهدة المنظر المؤثر الذي يطل على خليجين على هيئة هلال الموجودين ببحر إيجه والبحر المتوسط. ويمكن القول بأن المينائين الطبيعيين المشكلين من الخليجين قدما إسهامًا كبيرًا في توسعة المدينة وثرائها. وكتب العالم الجغرافي المعني بالعصور القديمة سترابو أنالكنيدوسيين ربطوا المينائين ببعضهما البعض عبر قناة واحدة. واستُخدم الميناء الواقع ناحية الشمال في الحرب، وأما الميناء الواقع في الجنوب فاستُخدم في حركة التجارة. والميناء الجنوبي الذي ترسو فيه السفن التجارية يُستخدم اليوم كمرسى لليخوت.

مدينة كنيدوس القديمة/ بورجاز (Knidos/Burgaz)


تقع منطقة أطلال بورجاز في الشمال الشرقي على بعد 2 كيلومتر من وسط بلدة داتشه. ويُعتقد أن البقايا القديمة الموجودة بالمنطقة تعود لبدايات تأسيس مدينة كنيدوس.

وتمتد منطقة الأطلال على طول ساحل البحر. كما أنها مدينة غنية باكتشافات ما قبل العصر الهلنستي. والمدينة محاطة بجدران وأسوار. ويمكن مشاهدة بقايا أسوار الأبراج والبحر في الأسوار الضحلة الواقعة جنوب غرب هذه المنطقة. واليوم يمكن مشاهدة بقايا المينائين المؤرخين في القرن الرابع قبل الميلاد عبر الشريط الساحلى.

بقايا الميناء الأصفر (Sarı Liman)


لا توجد معلومات بخصوص المكان الذي جاءت منه اسم القرية. لكن يروى أنه في أثناء مرور القراصنة الإسبان قبل 500 سنة من قبالة سواحل داتشه تركوا أهالي القرية المصابين بالجذام في خليج الميناء الأصفر “أماجيك صاري ليمان”. إلا أن هؤلاء المرضى الذين تركوا للموت تحسنت حالتهم الصحية بفضل جو داتشه ثم أنشأوا مستعمرة في المنطقة.

ومع إعلان داتشه منطقة سياحية في عام 1970 بدأت المنطقة تكسب أهمية بسرعة كبيرة وبدأت السياحة تشكّل مصدراً للدخل مهماً جدًا بالنسبة لأهالي المنطقة.

ويرى علماء الآثار أن هذا المكان هو نفس المكان الذي نُظّم فيه مسابقات باسم أبولو الذي تجمع فيه اتحاد المدن الستة الذي تحدث عنه المؤرخ المشهور في العصور القديمة هيرودوت في كتابه. كما أن معبد أبولو الذي وضعت فيه الجوائز الممنوحة للأوائل الذين فازوا بالمركز الأول في المسابقة موجود هنا أيضًا.

طواحين الهواء التاريخيّة


إن طواحين الهواء التاريخية المصنوعة من الحجارة في مدينة داتشه تلفت الأنظار إليها بصورة كبيرة. ومعظم هذه الطواحين شُيّدت على الهضاب العالية. وتم ترميم بعض هذه الطواحين التي تقف كنصب تذكاري على الهضاب. ويتم استخدام أحد هذه البنايات التي تم ترميمها كمنزل، ويستخدم آخر كمطعم.