الجمعة، 6 نوفمبر 2015

اخر ساعه من يوم الجمعه

وقت الدعاء .. اخر ساعة من يوم الجمعة
كان الحسن البصري يقول :
أكثروا من الاستغفار في بيوتكم ،و على موائدكم و في طرقكم و في أسواقكم و في مجالسكم ,فإنكم لا تدورن متى تنزل المغفرة
استغفرالله العظيم وأتوب اليه ..
استغفرالله العظيم وأتوب اليه ..
استغفرالله العظيم وأتوب اليه ..

اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها،برحمتك يا ذا الجلال والإكرام

-اللهم أخرِجْ حب الدنيا من قلوبنا ,وأبدلنا بحبها حباً لجنتكْ ,وشوقاً لرؤيتكْ

-اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك, اللهم أرزقنا قلوبًا سليمة ونفوسًا مطمئنة نلقاك بها في الدنيا والأخرة

-اللهم لا تشغلنا برزقك عن قربك ، ولا بلهو عن ذكرك ، ولا بحاجة من حوائج الدنيا عن عبادتك وشكرك,اللهم لا تأخذنا منك إلا إليك، ولا تشغلنا عنك إلا بك ، واجعل أعمالنا وأقوالنا كلها خالصة لوجهك الكريم ، وطهر قلوبنا من النفاق والرياء وسوء الأخلاق

-اللهم رضنا بقضائك وبارك لنا فيما قدرت لنا حتى لا نحب تعجيل ما اخرت ولا تأخير ما عجلت، اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير والطف بنا في تيسير كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير ونسألك اليسر والتوفيق في الدنيا والآخرة

-ربّ إرحم من أخذته بجوارك من احبابنا و أجعلهم في نعيمٍ عظيم يا رب لا تفتنّا بعدهم و لا تحرمنا أجرهم واجعلنا نغبطهم على حسن خواتمهم لا ان نبكي حزناً عليهم ،يارب اجبر كسر قلوبنا على فراقهم وعوضنا خيرا ، ولا تجعل آخر عهدنا بهم في الدنيا ، وابني لنا ولهم بيوتا في الجنة ، واجعل ملتقانا هناك
*
اللهمَّ لك الحمد على كل ماكتبت وقدّرت و وهبت وأخذت !لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضا !لك الحمد على كلّ حال
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
*اللهم إشهد أني ذكرتهم، فارزقني بمن يذكرني بالدعاء ،حين تنقطع بي الأسباب .. اللهم آمين

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

هكذا هي تركيا



سلسلة تغريدات للكاتبة الفلسطينية التركية تغريد الغفري: 

🔴 اكتب في التغريدات التالية ما عايشته بنفسي منذ وصولي أنقرة قبل 18 عاما قبل وبعد حكومة اردوغان

# الاقتصاد التركي كان في الحضيض والليرة التركية كانت ب 6 اصفار وكان عد المال في المحفظة يشكل ازمة نفسية
# مليون ليرة تركية كانت تساوي 15 دولارا في وقت غابر

# العملة كانت محط سخرية كل من يزورني من اهلي من خارج تركيا

# البيوت العشوائية كانت تمﻷ الجبال باﻷخص في طريق المطار واجهة أنقرة
منظر لا أنساه اول ما حطت قدمي البلاد

# أغلب السيارات في الشوارع كانت محلية الصنع ومتواضعة ومتهالكة واول سيارة امتلكناها كانت تمشي بالعافية

# في أنقرة بأكملها كان لا يوجد مول واحد او سوق كبير يفش القلب إما سوق شعبي أو محلات أسعارها فلكية

# الكلمة النهائية كانت للعسكر وعلى جميع الساسة السمع والطاعة

# في الجامعة عانيت يوميا ﻷكمل دراستي بالحجاب وطردني استاذ واخر شكاني اداريا

# في الجامعة كنت ارى طالبات مستجدات أمامي اضطررن لنزع الحجاب للمتابعة

# كان إطالة اللحية ممنوع للطلاب واعرف احدهم منع من دخول قاعة الامتحان بسبب لحيته

# موقف لا أنساه عندما تأخرت عن المحاضرة أعدل طاقية فوق رأسي بدل الحجاب ﻷخرج بعدها أبكي القهر

# موقف اخر لا أنساه عندما سألني أستاذ اللجنة الموكلة بالتحقيق معي لارتداء الحجاب:ما هو دفاعك؟

# بطاقة هويتي الجامعية كانت تشترط صورتي بلا حجاب وكنت اغطي الشعر بالمزيل ورغم ذلك عنفوني!

# كنا والله نجتهد رغم الضغوط ونحصل على مرتبة الشرف ورغم ذلك خيرونا إما خلع الحجاب او الطرد

# تركية ظلت تناور وبقي لها مادتان فقط للتخرج إلا انهم تعنتوا فتمسكت بحجابها وتركت الجامعة 

# تابعنا بألم وصدمة خبر طالبة متفوقة حرمت من حضور حفل تخرجها وطالب منعت أمه بسبب الحجاب

# في الجامعة كنا نصلي خفية وعلى استحياء وبالكاد نجد الوقت لذلك

# الشعب التركي كان يدخن بجنون وبشراهة وكنا نختنق من السجائر في الأماكن المغلقة والمفتوحة

# حتى في عصر انتشار المولات كان من النادر أن نجد في المول مكانا للصلاة إلا عند مواقف السيارات

# صليت مرة في مسجد حاجي بايرام الجمعة وهالني النساء يصلين كل مجموعة لوحدها بدون توحيد الصف

# ما كانت تعرضه الصحف والمجلات على الأرصفة والشوارع يندى له الجبين عري أصابني بالغثيان

# التلفزيون التركي كان تافها وراقصا ونشرة الأخبار كانت تشمل من طلق من ومن طخ من.. مهزلة!

# تركيا كانت دولة مهمشة بأغلبية مشاكل مع جيرانها وتتنافس لعقد صفقات الأسلحة مع إسرائيل 

# تركيا كانت تلهث خلف الاتحاد الأوروبي ويصدعوا رؤوسنا في الأخبار بأحلام الانضمام للنادي

# لم يكن هناك تعليم ديني بالمدارس ولا دور لتحفيظ القرآن. الدين كان مصدره أهل الطفل فقط!

✅ الآن اعيد التسلسل من جديد لأغرد عن تركيا ما بعد حزب العدالة والتنمية
وماذا حدث بعد أردوغان 

#  أول علامة فارقة في عهد أردوغان كان انتعاش الاقتصاد. تركيا قفزت قفزة هائلة في ١٠ اعوام فقط

# اليوم الليرة التركية الهزيلة سقطت عنها الاصفار وثابتة أمام أقوى العملات العالمية منذ سنوات

# ناطحات سحاب مشاريع عملاقة وتسهيلات اقتصادية هائلة قلبت أنقرة وغيرها رأسا على عقب بفضل الله

# طريق مطار أنقرة من أجمل الواجهات الحضارية يحتوي طريقا تذوب فيه الثلوج بنظام حراري متقدم

#  اليوم أغلب البيوت العشوائية تم ازالتها واستبدلت بمشاريع عملاقة مهولة لا يمكن وصف روعتها

#  المواطن التركي البسيط الذي ما كان يحلم بامتلاك شقة اصبح يمتلك شقة بدعم حكومي بتقسيط إيجار اليوم 

# سيارات الدفع الرباعي تملأ الشوارع والمولات ويتحمل أصحابها تكلفة وقودها بسبب الرخاء

# اليوم في أنقرة وحدها أكثر من ١٠ مولات على أحدث طراز وكل مول يتميز بمسجد رائع أجمل من الآخر!

#  اليوم الحي الذي كنت أسكن فيه أصبح في كل شارعين به مسجد، وكل مسجد فيه دورة تحفيظ قرآن بالصيف

# اليوم القصر الجمهوري معقل العلمانية أمامه مسجد من أروع مساجد أنقرة أنصح من يأتينا بزيارتها

# المسجد المقابل للقصر الجمهوري يجمع بين الفن الاسلامي والفن المعماري المعاصر في نموذج مذهل ولم ينفق المليارات على هذا المسجد بل بناه صاحبه ومات رحمه الله قبل أن يصلي فيه

# اليوم في تركيا تم تهميش الدور السياسي للعسكر ليقوم بدوره الأصلي وتقوم الأحزاب بدورها السياسي

# الجامعات التي كانت تمنع ارتداء الحجاب من بوابتها الخارجية تسرح وتمرح فيها المحجبات بكل حرية

# لم أستطع دخول جامعتي التركية بحجابي مرة اخرى إلا بعد ١١ عاما وفي عهد أردوغان

# اليوم عاد آلاف الطلاب والطالبات المظلومون لمقاعد الدراسة بعد أن شملهم عفو عام بعهد أردوغان

# قانون العفو لمتابعة الدراسة الجامعية كان مقصودا لمن حرموا التعليم بسبب اللحية أو الحجاب

# من تركت جامعتها التركية بسبب حجابها واستعوضت ربها خيرا عادت الان لجامعتها برأس مرفوعة

# اليوم لم أصدق عيناي أتسلم هويتي الجامعية وعليها صورتي بالحجاب أخيرا

# والله لن أستطيع ان أصور لكم حجم المعاناة التي خضناها كمحجبات من أجل هذه اللحظة التاريخية

# أول ما قمت بفعله عندما عدت للجامعة هو أني ذهبت لأقابل أستاذي الذي قاد لجنة تحقيق حجابي لدهشتي استاذي تذكر اسمي وأنني فلسطينية بعد ١٥ عاما. لقد كنت طالبة متميزة عنده. فخورة بذلك
استاذي التركي الذي طردت بسببه سألني اليوم: هل تركت جامعتك بسبب الحجاب؟ أجبته بفخر: نعم واليوم أعود !

# اليوم الجامعات التركية أكثر من ربعها محجبات وأكثر من نصفها طلبة ملتحون ولله الحمد 

# اليوم صديقتي التركية التي كانت تحفظ القرآن بعد تركها الجامعة عادت وأتمت المادتين وتخرجت بالحجاب فلا تفقدوا الأمل!

# اليوم أفرد سجادتي في أي مكان بجامعتي في أي قاعة فارغة وأصلي دون اعتراض أحد ولله الحمد

# أغلب معارضي أردوغان "الاسلاميين" جعجعوا اول فترة حكمه أنه لم يف بوعوده في تحرير الحجاب

# أن تلعب السياسة بذكاء وأن تطور الاقتصاد المنهار أولا ثم تلتفت لأمر الحجاب. هكذا لعبها 

# رغم تحرقنا وشوقنا لتحرير الحجاب منذ البداية. لكن صبرنا مع أردوغان أتى بثماره وتحرر الحجاب

# اليوم نسبة التدخين في تركيا صفر بالأماكن المغلقة وأقل بكثير عما كانت في الاماكن المفتوحة

# اليوم اردوغان كان يفطر في خيام الافطار وفي بيوت الفقراء وجول يشارك موائد لاجئي سوريا

# اليوم أردوغان يتصل هاتفيا بنفسه ليصلح بين عائلة متخاصمة ويرد على بطاقة دعوة من طفل صغير

# اليوم أمينة زوجة أردوغان يصلها إيميل مواطن تركي يحتاج علاجا وتتصل به هاتفيا بالليل متكفلة بعلاجه

# اليوم اللغة العربية مادة اختيارية بالمدارس التركية ولي الفخر أني شاركت في تصحيح منهج الوزارة

# اليوم الصحف والمجلات نظيفة من الصور الخليعة إلا ما ندر. التلفاز محترم وبرامجه ثرية

# اليوم التلفزيون التركي يضع في مسلسلاته وأفلامه الفئة العمرية المناسبة لمشاهدتها. قمة احترام المشاهد

# اليوم تركيا "طنشت" الاتحاد الأوروبي وشقت طريقها بنفسها فانقلب الاتحاد الان يطلب ودها. عجبي!

# اليوم تركيا تصنع دباباتها وسياراتها وقطاراتها وجسورها وعتادها ونواطحها بنفسها

# اليوم تركيا لها كلمتها المسموعة وصفرت مشاكلها مع دول الجوار. أفخر بكون مواقفها تمثلني دائما

# الشعب التركي من أصدق الشعوب مساندة للقضية الفلسطينية. بس أقولهم اني فلسطينية يحفوني بكرم ومحبة فوق الوصف

# هناك أتراك يدافعون عن فلسطين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم وتغرق أعينهم بالدمع كلما جاء ذكر حصار غزة

# والله أستحي وأعتز بنفسي عندما يقدرني أغلب الأتراك هنا.. فقط لأني فلسطينية!

# لي الفخر أني تركية. لي الفخر أني فلسطينية. لي أني في وطن مسلم موحد لله وكفى.

# صليت الفجر في جمعة في رمضان بمسجد حاجي بايرام بعد ١٦ عاما. وهالني تغير حال النساء هناك وكانت صلاة فجر لكن والله قسم النساء غص عن آخره والصفوف تراصت من أولها لآخرها وفتيات صغيرات كن في الصلاة! صلاة فجر لكن الإمام دعا لأهل غزة و سوريا و العراق والنساء تعلي صوتها وتقول آميييين وتبكي

# حضرت أعراس إسلامية تركية والله قمة الرقي لا عري ولا ترك للحجاب. قمة الحضارة في الأعراس

🔺 أنشروها ليعلم الناس جميعا لماذا اعدائنا لايريدون الاسلاميين أن يصلو للحكم

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

حياة الدكتور محمود السيد الدغيم

 

عشت طفولة محصورة بقرية جرجناز، وجرجناز هي منتهى القرى المتحضرة الى الشرق من معرة النعمان في سورية، فالى الشرق منها جنوباً وشمالاً تنتشر مضارب عشائر الموالي التي تمتد شرقاً حتى خط السكة الحديد الذي يصل ما بين حماة جنوباً وحلب شمالاً، والى الشرق من السكة الحديد تنتشر مضارب عشائر الحديديين، وقد دارت بين الموالي والحديديين حروب عامة، ومشاجرات فردية شكلت مادة للقصص الفولكلوري الذي دأبت عجائز منطقة معرة النعمان على غرسه في افكار الاطفال بالحكايات التي تمجد امراء المنطقة وشيوخها وبلطجيتها ولصوصها وابطالها فكل ما له علاقة بالشجاعة مرغوب به ومحمود، وكل ما يلامس الجُبن مكروه ومذموم، وابرز الحكايات التي كنا نسمعها كانت تدور حول الفترة القريبة جداً من ايام طفولتنا، وذلك عن جهاد الوطنيين السوريين ضد الاحتلال الفرنسي. كنا نطرب لما نسمعه عن بطولات ابراهيم هنانو الذي قاد الثورة السورية انطلاقاً من كفر تخاريم وجبال الزاوية وصولاً الى حلب وباقي المناطق السورية، كما طربنا لحكاية عقيل السقاطي الذي ثار على الاحتلال في قرية اسقاط، لكننا على صعيد القرية كنا نفخر بعمنا المختار الحاج حسن ابن عيوش الدغيم الذي شارك في ثورة البادية السورية ولا سيما ثورة عشائر الموالي بقيادة الامير الشايش بن عبدالكريم والامير عبدالرزاق، وتعاون الجميع مع فوزي القاوقجي، ولقاؤهم التاريخي مشهور في مزرعة الفعلول التابعة لقرية جرجناز الى سُفرة غداء أعدها لهم حسن العيوش، وما تبع ذلك من اسقاط طائرة فرنسية وتدمير مصفحة القضاء على سرية من المرتزقة الافارقة ثم حصار اعوان الفرنسيين لمنازل آل الدغيم وذبح اغنامهم، وقدموا لحومها للفرنسيين والمرتزقة، وشكلت تلك الحكايات مادة شيّقة لتكوين حسّنا الوطني.

وفي طفولتي عاصرت نشوء الاحزاب الاشتراكية التي التفّ حولها اكثرية الذين ايدوا الاحتلال الفرنسي سابقاً ثم ادعوا التقدمية والثورية، وقد شهدت معرة النعمان اشرس المعارك بين الاقطاعيين الوطنيين بزعامة المرحوم الوزير حكمت الحراكي وبين الاشتراكيين الذين والوا اكرم الحوراني في مدينة حماة. ومن المأثور عن الاشتراكيين انهم كانوا يهتفون ضد الاقطاع من الصباح حتى وقت الغداء، فيتوقفون عن الهتاف ليتناولوا الغداء الى موائد الاقطاعيين.

ودّعت طفولتي البريئة في القرية والتحقت بالمدرسة الاعدادية في ثانوية ابي العلاء المعري بالمعرة سنة 1961، وفي بداية العام الدراسي حصل انفصال سورية عن مصر وسقطت الجمهورية العربية المتحدة، وتم تسفير المصريين والمصريات من عسكر ومعلمين وعمال وحرفيين وراقصات ومطربات، وحينذاك خرج طلاب ثانوية ابي العلاء في تظاهرة مؤيدة للوحدة ومعترضة على الانفصال، ولما وصلوا الى السراي اطلقت الشرطة النار في الهواء فهرب الطلاب مخلفين وراءهم احذيتهم، وولوا الادبار حفاةً فقام تجار سوق المعرة بجمع الاحذية وبيعها للطلاب ثانية كأحذية مستعملة بعد تغيير معالمها باستخدام البويا.

مُدرّسُنا في مادة التربية الوطنية كان السيد شبلي العيسمي الذي وصل الى القيادة البعثية السورية، ثم سُجن، وعُلم انه توجه الى لبنان ومن هناك الى العراق. واذكر من اساتذتي مدرس التربية الاسلامية مصطفى مراد الحموي، واستاذ اللغة العربية عبدالعزيز رباح، واستاذ اللغة الانكليزية الاديب هاني الراهب الذي توفي اخيراً في دمشق بعدما اقام في الكويت مدة طويلة. اما استاذ الموسيقى فهو الفنان محمد رجب الذي كان يعزف على العود في اذاعة حلب، ثم لحن الكثير من اغاني ميادة الحناوي.

شكلت مرحلة الدراسة الاعدادية بالنسبة لجيلنا مرحلة قلق في خضم التحولات السريعة التي اجتاحت حياة السوريين، فقد بدأ انهيار المناهج المدرسية مع قيام الوحدة حيث الغيت المواد الدراسية السابقة، وقررت مناهج مسيّسة ليس لها مردود علمي، وبذلك تراجع المستوى الثقافي والعلمي السوري عن مثيله في لبنان، نازلاً بذلك الى ما يشبه المستوى المصري بعد الانقلاب الجمهوري، ومع الايام اصبحت المناهج الدراسية السورية انقلابية، فكل هزة سياسية يرافقها زلزال في الكتب المدرسية، فبعض السنوات الدراسية شهد تغييراً عاماً للكتب وبعضها شهد استئصال ملزمة او ملزمتين من بعض الكتب، وفي بعض السنوات اضيفت ملازم الى بعض الكتب المدرسية، ومع تغيير المناهج تباينت العقليات جراء صياغتها المدرسية فانعدم الجامع الثقافي المشترك بين ابناء الجيل الواحد من السوريين.

كتبتُ في المرحلة الابتدائية قصائد نبطية باللهجة البدوية العامية، وفي المرحلة الاعداية كتبت مقطوعات شعرية باللغة العربية الفصحى وشجّعني والدي واعمامي على قرض الشعر العامي والفصيح، ولما كنت اجهل علم العروض فقد تنوعت اوزان الابيات وبحورها في القصيدة الواحدة.

طويت صفحة المرحلة الاعداد فية وحصلت على الشهادة سنة 1965، وتقدمت بطلب الى دار المعلمين بحلب وكان مديرها حينذاك زهير مشارقة، وقد اجتزت الفحوص الطبية والنفسية بنجاح وكذلك الامتحان الثقافي، ولكنني لم اقبل بدار المعلمين لأن القبول انيط بالتقرير السياسي، وتم المقبول للطلاب الذين زكّتهم شعبهم وفروعهم الحزبية، اما نحن غير الحزبيين فخابت آمالنا.

العام الدراسي 1965 - 1966 كان عام شؤمٍ بالنسبة لي لأن ثانوية المعرة لم تستوعب جميع الناجحين في الشهادة الاعدادية، وحصل مثل ذلك في مناطق اخرى من محافظة ادلب، وقررت مديرية التربية افتتاح شعبة اضافية في ثانوية المتنبي في مركز محافظة ادلب فاجتمع في تلك الشعبة خليط من مناطق محافظة ادلب. وكان مدير الثانوية عبدالوهاب دويدري وهو بعثي من اسرة اقطاعية، وتلك السنة ابعدتني عن الاهل، وحرمتني من زيارة القرية في العطلة الاسبوعية، وشاركني مقعد الدراسة في تلك السنة ابراهيم الدغيم ابن عمي سعود رحمه الله، وسكنت مع محمد درويش ابن عمتي في غرفة ضيقة كالقبر ايجارها عشرون ليرة سورية في الشهر.

كرهت المدرسة في تلك السنة، وكنت اهرب مما اعاني من عالم الواقع الى عالم الشعر، ولاقيت تشجيعاً ادبياً من استاذنا الشيخ حكمت المعلم مدرس اللغة العربية، اما استاذ الرياضيات فزرع كرهها في قلوبنا، اما الملازم اول مدرس الفتوة فكان يعاقبنا جسدياً ولا يتورع عن صفعنا ورفسنا الخ… والصراع السياسي بين المدرسين انعكس سلباً على مستوى التعليم، وتحول عدد من الطلاب المتخربين الى مخبرين يكتبون التقارير لاجهزة الامن السياسي والعسكري، وتم اختراق حرم المدرسة، وعاش الطلاب حالة رعب لم ينج منها منتسبو الحزب الحاكم، ولا سيما بعدما انقسم البعثيون الى يمينيين ويساريين ووقعت حركة 23 شباط التصحيحية فاطاحت امين الحافظ ومن معه وامتلأت السجون بالبعثيين، وتم حل ميليشيات الحرس القومي وشطبت اغاني سحر ولودي شامية من اذاعة دمشق.

ومن كوارث العام الدراسي 1965 - 1966 رسوبي في صفي مع عدد كبير من ابناء شعبتنا التي تم الاستغناء عنها في العام التالي، وهكذا قضينا ايام الصيف في بؤس ونكد وعمل زراعي مرهق، ورفضت اعادة السنة الدراسية الثانوية الاولى، وقررت ترك الدراسة، لكن والدي عارضني والحقني بالثانوية الاهلية في ادلب للعام الدراسي 1966 - 1967، وبعدما بدأ العام الدراسي قام البعثيون بتأميم المدرسة في اطار الغاء التعليم الخاص وتم تعيين مدرسين من دون كفاءات فانحط مستوى التعليم الخاص ليلحق بالتعليم الحكومي، وشهدت المدارس تظاهرات وصراعات طلابية اسفرت عن جراح واعتقالات الخ… وكانت ايام العطل اقل من ايام الدوام، وكان الانحطاط الثقافي والعلمي والاخلاقي هو سيد الموقف في ادلب في تلك السنة، وقد سكنت تلك السنة مع ابراهيم ابن عمي سعود، واحمد ابن عمي الباشا فكنا ثلاثة طلاب في غرفة واحدة، وكانت الدار التي سكنا فيها الى جانب كنيسة الروم الاورثوذكس في حي المسيحيين الذي يمتاز بجمال بناته السافرات مما دفعنا الى قضاء جزء من وقتنا في التجوال في الشارع المجاور بحثاً عن نظرة الى وجه جميل من دون مردود عاطفي لأن ثيابنا العتيقة كفيلة بتفويت أية فرصة عشق او غرام قادر على كسر الحواجز الطائفية، فخرجنا من السنة بلا حمّصٍ على كل صعيد.

ومن كوارث هذا العام هزيمة الخامس من حزيران يونيو التي اسفرت عن احتلال سيناء والضفة والجولان، وبعد الهزيمة صحونا على ضعفنا وقوة عدونا، واكتشفنا الاكاذيب التي خدرونا بها بواسطة الاعلام المزيف والمناهج المدرسة الفاشلة.

في هذا العام الغيت معسكرات الفتوة الكبرى خوفاً من ضربة جوية اسرائيلية، واستعيض عنها بمعسكرات صغرى على مستوى المناطق، فأقيم لنا معسكر تدريب فتوة صيفي نهاري في ثانوية أبي العلاء المعري. وذات يوم اعتدى بائعو الخضار المعريون على بعض طلاب الفتوة القرويين، وجاء الزملاء الى المعسكر والدماء تسيل من رؤوسهم فجمعنا صفوفنا كأبناء فلاحين واحطنا بأبناء المعرة في المعسكر واشبعناهم ضرباً ولطماً، وانتقمنا لأبناء الفلاحين، وهرب فتيان المعرة فلاحقناهم، فاستعانوا بالحمالين العتالين فتصدينا لهم بقذف الحجارة كعادة ابناء الريف فولوا الأدبار. وحاول قادة حزب البعث التدخل فأخذوا نصيبهم من الحجارة واللكمات فاستنجد مدير منطقة المعرة بالمحافظ، وحضرت وحدة عسكرية من قيادة الجيش الشعبي بقيادة مفوض الفتوة في المحافظة، واطلقت علينا النيران في الهواء واعتقلنا بشكل جماعي، ثم افرج عنا بعد العصر من نفس اليوم، فخرجنا جميعاً الى سوق المعرة في شارع ابي العلاء وتحدينا بائعي الخضار والحذائين وخاف اهالي المعرة مغبة الاصطدام فسكتوا على مضض وسجلت تلك الحادثة في تاريخ انتصار ابناء البدو الفلاحين على ابناء مدينة المعرة، وانتهى المعسكر التدريبي الذي لم يتجاوز حفرَ حُفر الدفاع السلبي حول قلعة معرة النعمان.

بدأت الدراسة في الصف الثالث الثانوي في العام الدراسي 1967 - 1968، ونصحني بعض البعثيين القرويين بالانتساب الى حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، ومبرر تلك النصيحة هو ان العمل في وظائف الدولة اصبح مقتصراً على البعثيين ومؤيدي الحزب، اما الآخرون فلا وظائف لهم ولو كانوا من النوابغ والعباقرة، وبناء على تلك النصائح فان عدداً كبيراً من الطلاب تقدموا بطلبات انتساب الى حزب البعث، وبعد دراسة طلباتنا تم قبولنا بصفة انصار اوليين وهذا يعني اننا سنخضع لمراحل اختبار هي مرحلة النصير الاولي والنصير المتوسط والنصير القيادي ثم سنخضع للمثول امام لجنة التقييم فاذا نجحنا، حصلنا على مرتبة العضو العامل، وهذا يتطلب اكثر من ست سنوات مقرونة بحضور الاجتماعات، ودفع الاشتراكات، وتنفيذ المهام الحزبية. وفي ذلك العام بدأت استغل سلطة الحزب ضد ادارة المدرسة فلا التزم الدوام النظامي، والجواب الجاهز سلفاً هو: عندنا اجتماع. فكلما سألنا الموجّه: اين كنت البارحة، فالجواب الجاهز: كان عندنا اجتماع، ونظراً لكثرة غيابي بعذر ومن دون عذر، قررت ادارة المدرسة فصلي مع عدد كبير من الرفاق البعثيين، وارسلت ادارة المدرسة قرار الفصل الى والدي ففوجئت به عندما حضر الى منزلي في ادلب اثناء وقت الدوام المدرسي ووجدني نائماً، سألني: لماذا انت هنا لا في المدرسة؟ فأجبته: مريض. فقال لي: واضح انك مريض عقلياً. ثم اخرج من جيبه قرار فصلي من المدرسة ورماه في وجهي، وقال: هيا الى المدرسة، فذهبت معه وقابلنا الموجّه الذي احضر دفتر تفقد الدوام، ولما شاهد والدي تكرار كلمة غائب مكتوبة باللون الاحمر في سجلي كاد يُغمى عليه. وتحدث مع الموجه ومدير الثانوية فاخبراه ان لا مجــال الى عودتي الى المدرسة، وحينذاك استدعتني شعبة التجنيد، وتسلمت دفتر خدمة العلم الالزامية في 10/2/1968، وضاقت عليّ الدنيا بما رحبت، واصبحت في عداد الطلاب الاحرار غير النظاميين، وذهبت الى الامتحان آخر العام وكانت النتجية مخزية اذ لم احصل على الشهادة الثانوية، فغضب والدي، وعتبت عليّ والدتي، واحتقرني اخي، وفقدت احترامي بين اقاربي، وعاقبني والدي بالعمل الزراعي الشاق، وقبلت الاهانات صاغراً، وجن جنون الوالد عندما وقعت بيده احدى رسائلي الغرامية التي ارسلتها الى احدى معلمات المدرسة الابتدائية، وسطا على الرسالة مصطفى ابن عمي فأعطاها الى والده وقام والده باعطائها الى والدي، وحينذاك طردني الوالد من المنزل، فصرت انام في غرفة مهجورة في طرف دارنا، كنت احضر اليها في وقت متأخر واغادرها فجراً الى المزرعة، وصرت احضر الى المنزل سراً لألتهم الطعام الذي تعطيني اياه والدتي من دون علم والدي، وبعد شهر تقريباً قررت ان اواجه والدي فاما الحياة واما الموت، فرصدت المنزل، وبعد تناول الاهل طعام العشاء دخلت عليهم فصرخ بي والدي: اخرج بره يا خائن، فتقدمت نحوه وقلت: افضل الموت على الخروج، وقدمت اليه سكيناً وقلت: اذبحني اذا شئت. فلن اخرج، فقال: لماذا عدت؟ فقلت: من الجوع والبرد، ولست مذنباً. فقال: والرسالة؟ فقلت: هي كلام على ورق. ثم تدخلت الوالدة واخوتي وبعض اعمامي، وهدأت ثورة والدي، ورحت اعمل مع والدي في الزراعة بجد ونشاط حتى انال رضاه وينسى موضوع الرسالة.

مرت العطلة الصيفية، وبدأ العام الدراسي 1968 - 1969، فشعرت بضياع مستقبلي، واهملت حضور الاجتماعات الحزبية، وتأخرت عن دفع الاشتراكات، ووجهت لي قيادة الفرقة الحزبية عقوبة التنبيه، ثم جاءتني عقوبة الانذار،. وشعرت كباقي الانتهازيين بعدم ضرورة الاستمرار في حزب البعث طالما انني تركت الدراسة واصبحت عاملاً زراعياً، والعمل الزراعي لا يحتاج الدعم الحزبي.

مع بداية العام الدراسي التحق زملائي بمدارسهم فشعرت بخطورة انقطاعي عن الدراسة، ولكنني برّرت لنفسي خطئي، وتصورت ان العمل الزراعي اهون من الدراسة، وخاب فألي ذات يوم اذ اصطحبني والدي الى احدى مزارعنا الوعرة التي لا يحرثها الجرار الزراعي "التراكتور". وعندما وصلنا بدأ الوالد تدريبي على حراثة الارض بواسطة المحراث الروماني الذي تجره الخيول، وتعلمت كيف تتم الحراثة، وبدأت العمل في الصباح، وانتهي في المساء، وتخللت ذلك استراحة الغداء لمدة ساعة عند الظهر، ورافقني الوالد طوال ذلك اليوم، وفي المساء نمت متعباً من دون ان اتناول طعام العشاء، وفي اليوم التالي ايقظني الوالد واصطحبني الى المزرعة وطلب مني القيام باعمال الفلاحة، وبعد الظهر ودعني وعاد الى المنزل، وقال لي: اصبحت فلاحاً ماهراً ولست بحاجة الى معلم، ومرت الأيام، وصرت احرث الارض تحت المطر، وحنيذاك ادركت النعيم الذي يتمتع به طلاب المدارس، ولكن "لات ساعة مندم" اصابني الارهاق، ولكن نظام العمل الزراعي لا يرحم، فالمزارعون في سباق مستمر مع المواسم، فلكل موسم عمله، ولكل فصل عمله، والعمل لزراعي لا يقبل التقديم ولا التأخير.

ومع بداية العام 1969 اعلنت مديريات التربية والتعليم في سورية عن موعد قبول طلبات الاشتراك في امتحانات الشهادات الاعدادية والثانوية للطلاب الاحرار غير المنتظمين في الدوام المدرسي، وحينذاك طلبت من الوالدة ان تستخدم نفوذها لدى الوالد كي يسمح الي ان اتقدم لامتحان الشهادة الثانوية مع الطلاب الاحرار، وفي صبيحة احد الايام اعطتني الوالدة ثلاثين ليرة سورية وقالت: اذهب اليوم الى ادلب وقدم أوراق الانتساب الى امتحان الشهادة الثانوية، فطرت من فرحي وذهبت الى ادلب وقدمت الاوراق، وبدأت الدراسة حراً من دون دوام، فبذلت مجهوداً لا بأس به خوفاً من العودة الى العمل الزراعي، لا طمعاً بنيل الشهادة الثانوية، وقدمت امتحانات الثانوية العامة القسم لادبي "الموحدة" فنلت الشهادة سنة 1969 تحت الرقم: 35779، وعلى الفور سددت الاشتراكات الحزبية المتراكمة بمعدل خمسين قرشاً سورياً عن كل شهر، وبدأت حضور الاجتماعات طمعاً بالحصول على وظيفة، ثم تقدمت للعمل في التعليم الابتدائي، فتم تعييني معلماً وكيلاً للصف الثاني الابتدائي في مدرسة جرجناز الابتدائية سنة 1969 - 1970، وبدأت استعيد مكانتي الاجتماعية، وفي تلك السنة كان معاشي الشهري مئتين وعشر ليرات سورية، وكان ثمن هكتار الارض يتراوح ما بين مئتين واربع مئة ليرة سورية، بينما بلغ ثمن هكتار الارض في العام 1999 نصف مليون ليرة سورية وما زال معاش المعلم الوكيل ثلاثة آلاف ليرة سورية!!!

وبدأ العام الدراسي 1970 - 1971، وحصلت على قرار تعييني معلماً بالوكالة في مدرسة معرة شمارين الابتدائية التي تقع في منتصف الطريق بين جرجناز ومعرة النعمان، وكان عددنا ثلاثة معلمين، يدرس كل واحد منا صفين "فصلين" وكان نصيبي تدريس الصف الثالث والصف الرابع الابتدائيين طوال تلك السنة، وقد فكرت بالزواج جدياً في تلك السنة، فالاحوال المادية لا بأس بها، والاوضاع السياسية استتبت بعدما قُبض على معظم الرفاق البعثيين المتعصبين، والغي النظام الداخلي للحزب، وصدر نظام داخلي جديد، واختصرت مراحل النصير الحزبي الثلاث الى مرحلة واحدة مدتها سنتين فقط، والغيت معسكرات الحزب الفدائية، والغي شرط تنفيذ عملية فدائية لنيل شرف العضوية العاملة في حزب البعث، وتم اعفاء الرفاق العائدين من دفع الاشتراكات القديمة المتراكمة الخ…

وبينما كنت اخطط للزواج تفاجأت بتسريح اخي ابراهيم من الخدمة العسكرية وطُلبتُ انا الى الخدمة العسكرية فضاعت آمالي، وكنت قد ارتكبت حماقة في هذا العام اذ اقنعت والدي في بداية السنة بضرورة ذهابي الى بيروت كي انتسب الى قسم اللغة العربية في جامعة بيروت العربية، ونجحت خطتي فاعطاني والدي المال اللازم لرسوم التسجيل، فغادرت سورية الى لبنان، وبدلاً من الانتساب الى الجامعة، بدأت رحلة سياحية ابتداء بزيارة قلعة بعلبك الرائعة، واعقبتها بزيارة وادي العرايش في زحلة ثم تابعت الى بيروت فاذهلتني الحضارة، ونزلت في فندق المعرض، وشاهدت ساحة الشهداء تمثال الحرية، المتحف، مخيم تل الزعتر، ثم قررت زيارة جبران خليل جبران فذهبت إلى قبره في بشري في قلب الجبل وزرت متحفه والمنزل الذي ولد فيه ومن هنالك تابعت الى اهدن ونزلت الى زغرتا وطرابلس ثم عدت الى بيروت، فاشتريت اكثر من خمسين ديوان شعر بسعر ليرة ونصف لبنانية للديوان الواحد اضافة الى كتاب الف ليلة وليلة وغيره، وعدت الى سورية، وقرأت الف ليلة وليلة اولاً ثم بدأت قراءة الدواوين، وكان والدي يحسبني لبيّت رغبته وباشرت دراستي الجامعية، لكن امري كُشف عندما بلغتني شعبة تجنيد المعرة بموعد سوقي لأداء خدمة العلم الالزامية، فقال لي الوالد: احضر لهم وثيقة دراسية من الجامعة ويمكن ان تحصل على تأجيل دراسي، وحينذاك اعترفت بعدم الانتساب فوبخني ولامني وقال: غداً ستندم اثناء الخدمة العسكرية وكان مصيباً في كل شيء اذ كان على حق وكنت على باطل.

انهيت خدمتي العسكرية وبدأت عضويتي في الحزب، لكنني ادركت خطورة ترك الدراسة فقررت المتابعة في الجامعة بعد طول انقطاع وفاتحت والدي بنواياي فضحك وقال: هذا املي ولكنني قطعت الامل من دراستك. وقد ذهبت الى بيروت وسجلت في كلية الآداب - قسم اللغة العربية، وصرت اتردد على بيروت طالباً جامعياً، ولكن حظي العاثر ابى ان تستمر الهناءة، اذ تم استدعائي الى الخدمة العسكرية الاحتياطية فالتحقت في 21/12/1977 وحتى 20/12/1978، وعلى رغم الخدمة العسكرية والسفر من سورية الى لبنان فقد نجحت في السنة الاولى بدرجة جيد، وتابعت دراسة السنة الثانية، وكان مركز قطعتي العسكرية في تلك السنة جنوب دمشق، ولكن ذهابي الى بيروت باللباس العسكري الصق بي تهمة العمل في قوات الردع العربية فدفعت ثمن ذلك غالياً في ما بعد حينما اعتقلني اللبنانيون.

تابعت العمل الحزبي مع الدراسة الجامعية فنجحت في السنة الثالثة، ثم السنة الرابعة، فنلت اجازة اللغة العربية بدرجة جيد في سنة 1981، وبالاضافة الى الدراسة والعمل الحزبي عشت اول تجربة غرامية حقيقية في حياتي وكان قصدي الزواج.

طلبت استيداعاً لمدة سنة وغادرت سورية الى لبنان، والتحقت بدبلوم الدراسات العربية والاسلامية في كلية الآداب بجامعة بيروت العربية للعام الدراسي 1981 - 1982، كما التحقت بشعبة ماجستير الأدب العربي في الجامعة اللبنانية ودرّسنا الشيخ صبحي الصالح والدكتور مصطفى الجوزو والدكتور محمد المصري، وعملت محرراً في مجلة "الفكر العربي". وتلك السنة من افضل سنوات عمري مادياً ومعنوياً لكنها لم تكتمل على خير، فبينما كنا نحضر المحاضرة في كلية الآداب اللبنانية بعد الظهر انقض الطيران الاسرائيلي على المدينة الرياضية في بيروت وبدأت الحرب التي ادت الى اجتياح لبنان وحصار بيروت…

محمود السيد الدغيم

زميل باحث في مركز الدراسة الاسلامية - كلية الدراسات الشرقية والافريقية - جامعة لندن.

السبت، 5 سبتمبر 2015

الدكتور محمود السيد الدغيم


محمود بن محمد السيد الدغيم
 باحث أكاديمي في مركز الدراسات الإسلامية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن منذ سنة 1988م حتى الآن. حصل على شهادة الماجستير في الفلسفة من جامعة سالفوردفي مانشستر البريطانية سنة 1991 بموضوع الجدل في أصول الفقه الإسلامي وشهادة الدكتوراه من جامعة سالفورد بموضوع أصول الفقه الإسلامي وتاريخه حتى نهاية القرن السابع الهجري.
وهو من مواليد بلدة جرجناز، قضاء معرة النعمان سوريا، بتاريخ 1 تموز / يوليو 1949 م. هو تركماني و كان في المخابرات السورية و هو كان أمين فرع حزب البعث في معرة النعمان سابقا
1- زميل بحث أكاديمي في جامعة لندن.
2 – عضو في اتحاد الصحفيين البريطانيين في لندن.
3- عضو في اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة.
4- عضو عامل في رابطة الأدب الإسلامي العالمية - مكتب البلاد العربية - الرياض- المملكة العربية السعودية.
من اعماله ومطبوعاته
1- كتاب إسطنبول باللغة العربية، صَدَرَ سنة 1984 م عن مؤسسة آند في إسطنبول وأعيدت طباعته عدة مرات.
2- كتاب مفتاح اللغة العربية لتعليم الأتراك. سنة1985. أصدره المكتب الشعبي في إسطنبول، واعتمد تدريسه للطلاب الجدد في دورات مدة الدورة الواحدة ثلاثة شهور.
3- كتاب نقد المادية التاريخية والوعي القومي عند العرب. صدر عن دار الحداثة في بيروت سنة 1986. وهو نقد للفكر الماركسي.
4- تحقيق معجم معاني كلمات القرآن: عُمْدَةُ الحُفّاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسَّمين الحلبي ت 756 هـ. وهو في 696 صفحة. صدر عن دار السيد في إسطنبول في سنة 1987م.
5- أضواء على تاريخ البحرية الإسلامية العثمانية حتى نهاية عهد السلطان سليم الثاني، صدر عن اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة. ضمن أعمال مؤتمر الحضارة الإسلامية وعالم البحار، من الصفحة 379 حتى الصفحة439. القاهرة سنة 1414هـ /1994م.
6- كتاب البوسة والهرسك في 700 صفحة صدر عن مكتبة السنة في القاهرة في سنة 1995م.
7- دراسة وتحقيق كتاب الإيضاح لقوانين الاصطلاح، في الجدل والمناظرة في أصول الفقه الإسلامي، تأليف يوسف ابن الجوزي تـ 656 هـ / 1258 م. صدر عن مكتبة مدبولي في القاهرة سنة 1995.
8- أكثر من : 500 بحث ودراسة ومقالة وقصيدة نُشِرَت في الصحف والمجلات العربية أكثرها في جريدة الحياة التي تصدر في لندن. وشملت مواضيع عديدة، من تراث وأفكار وثقافة وقضايا ومنوعات.
9- مئات البرامج الإذاعية في مواضيع متنوعة. شملت علوم التفسير والحديث، والفقه وأصول الفقه والمكتبة الإسلامية، والتراث المعماري الإسلامي في أوروبا الشرقية، والأدب العربي وخاصة الشعر والغناء، والتاريخ، والعلوم والمعارف.
10- سيرة المجاهد بشير السعداوي. نشرت منه 6 حلقات في جريدة الحياة سنة 1995م.
11- بحث بعنوان : السنة مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، قدم في مؤتمر السُّنَّة بجامعة لندن 1999.
12- بحث بعنوان : الاستشارة في القضاء في الإسلام. قدم في مؤتمر الإجراءآت الجنائية في الإسلام بجامعة لندن 1998 م ونشر في جريدة الحياة، صفحة التراث.
13- بحث بعنوان : وضوح الخطاب الإسلامي في الماضي وغموضه في الزمن الحاضر، قدم البحث في أكاديمية أوكسفورد.سنة 2000 م.
14- بحث بعنوان : الرحلات المطبوعة والمخطوطة باللغة العربية، قدم في مؤتمر أدب الرحلات في جامعة المنية بمصر سنة 1993 م وطبع ضمن أعمال المؤتمر.
15- بحث بعنوان : الجهاد الإسلامي هو الضمان الوحيد لحقوق الإنسان من الإرهاب، قدم في الكلية الإسلامية في فيينا عاصمة النمسا سنة 2001 م. وهو باللغتين العربية والإنكليزية.
16- تحرير فهارس مكتبة الغازي خسرو بك في سراييفو، المجلدات : الرابع سنة 1419 هـ/ 1998م، والخامس سنة 1419 هـ/ 1999م، والسادس سنة 1420 هـ/ 1999م، والسابع سنة 1420/ 2000م، والثامن سنة 1421 هـ/ 2000م، والطبعة الثانية من المجلد الأول سنة 1421 هـ/ 2000م.
17- دراسة وترجمة للشيخ حسن كافي الآقحصاري البوسنوي مع تحقيق رسالته بسند شيوخه المتصل حتى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، نشر في جريد الحياة على حلقتين في صفحة التراث.
18- العمارة العثمانية في البلقان في العصر العثماني الأول، نشر في مجلة المنهل السعودية، ضمن العدد الخاص بالعمارة الإسلامية.
19- بحث بعنوان: تداعيات السياسة الإقليمية، وأثرها على مستقبل الإنسانية، قُدِّم في المؤتمر الثامن عشر لمنتدى الفكر المعاصر الذي عُقد في تونس حول: الأنسنة والمعرفة ومستقبل الإنسانية في القرن الواحد والعشرين من السابع حتى التاسع من كانون الأول/ ديسمبر سنة 2005م.
20- كتابة زاوية الواحة الرمضانية اليومية، والواحة الأسبوعية التراثية في جريدة الحياة.
21 - مراجعة وتحرير فهرس مخوطاطات مكتبة الخالدية في القدس بفلسطين
22 - فهرس مخطوطات مكتبة السليمانية الأم في استانبول ثلاثة مجلدات أكثر من ألفين صفحة. منشورات سقيفة الصفا. جدة - ماليزيا 2010م

اعمال جاهزه للطبع
1- أصول الفقه الإسلامي وتاريخه حتى نهاية القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. نشر منه الباب الأول في سبع حلقات في جريدة الحياة صفحة التراث سنة 2000 م.
2- دراسة وتحقيق كتاب بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي والإحكام في أصول الفقه لابن الساعاتي.
3- موجز أصول الفقه الإسلامي نشرت منه عدة فصول في جريدة الحياة.
4- تحقيق مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
5- تركيا بين الماضي والحاضر. نشرت منه عدة فصول في جريدة الحياة.
6- الآثار الإسلامية في البلقان. نُشر بعضه في جريدة الحياة ومجلة المنهل، وقُدِّمت منه 103 حلقات إذاعية.في (MBC. FM).
الموقع الرسمي 
للدكتور حفظه الله
من هنا

قصائد الدكتور
http://poem.afdhl.com/cat-316.html

الخميس، 2 أبريل 2015

قصيدة‬ : قادسية ‫بصرى‬ ‫الشام‬ وفتح إدلب





محمود السيد الدغيم‏.
قصيدة‬ : قادسية ‫بصرى‬ ‫الشام‬ وفتح إدلب
 الجمعة: 7 جمادى الآخرة / 27-3-2015م

نَاْدَتْ عَلَىْ ثُوَّاِرِنَاْ "الْخَنْسَاْءُ"
وَتَرَدَّدَتْ بِبِلاْدِنَا الأَصْدَاْءُ

قَاْلَتْ: "بِبُصْرَىْ" أَشْعِلُوْهَاْ ثَوْرَةً
كَيْ يَفْرَحَ الأَبْرَاْرُ وَالشُّهَدَاْءُ

وَلْتَكْسِرُوْا فِيْ "إِدْلِبَ" الْقَيْدَ الَّذِيْ
قَدْ صَكَّهُ أَعْدَاْؤُنَا الْجُبَنَاْءُ

وَلْتَعْلَمُوْا أَنَّ الشَّآمَ عَزِيْزَةٌ
حُرَّاْسُهَا الآبَاْءُ وَالأَبْنَاْءُ

سَمِعَ الأُبَاْةُ الثَّاْئِرُوْنَ نِدَاْءَهَاْ
فَاسْتَنْفَرَ الْغُفَرَاْءُ وَالْخُبَرَاْءُ

وَتَسَاْبَقَ الشُّهَدَاْءُ فِي الشَّاْمِ الَّتِيْ
ثَاْرَتْ وَلَبَّتْ أَمْرَهَا الصَّحْرَاْءُ

وَتَقَدَّمَ الأَبْطَاْلُ حُرَّاْسُ الْحِمَىْ
طَوْعاً وَرُدِّدَ لِلْجِهَاْدِ نِدَاْءُ

وَالْمُسْلِمُوْنَ تَعَاْوَنُوْا وَتَوَحَّدُوْا
وَتَفَرَّقَ الشُّذَّاْذُ وَالْعُمَلاْءُ

وَاسْتَبْسَلَ الأَحْرَاْرُ آسَاْدُ الشَّرَىْ
وَتَكَاْتَفَتْ قُوَّاْتُنَا الشَّمَّاْءُ

أَبْنَاْؤُنَاْ، وَبَنَاْتُنَاْ؛ وَنِسَاْؤُنَاْ
وَرِجَاْلُنَاْ؛ وَالسَّاْدَةُ الْعُلَمَاْءُ

قَدْ أَطْلَقُوْا ضِدَّ الأَعَاْجِمِ ثَوْرَةً
عُظْمَىْ، وَثَاْرَتْ "إِدْلِبُ" الْخَضْرَاْءُ

وَالْقَاْدِسِيَّةُ كَبَّرَتْ أَعْلاْمُهَاْ
فَرَحاً، وَ"جْيْشُ الْفَتْحِ"، وَالشَّهْبَاْءُ

وَأَتَى الرَّبِيْعُ؛ وَأَقْبَلَتْ أَيَّاْمُنَاْ
لا الْغُوْلُ يُرْهِبُنَاْ؛ وَلا الْعَنْقَاْءُ

وَجُمُوْعُنَاْ نَحْوَ الْجِهَاْدِ تَسَاْبَقَتْ
فَبِكُلِّ شِبْرٍ غَاْرَةٌ شَعْوَاْءُ

وَالْخَاْئِنُ الشِّيْعِيُّ يَرْكُضُ هَاْرِباً
وَالأَرْضُ تَغْسِلُ عَاْرَهُ؛ وَالْمَاْءُ

فَلَقَدْ أَتَىْ "سَعْدُ السُّعُوْدِ"(2) مُبَشِّراً
بِالْفَتْحِ لَمَّاْ هَرْوَلَ الأَعْدَاْءُ

وَتَقَهْقَرَ الْعَلَوِيُّ؛ وَالشِّيْعِيُّ؛ وَالصَّفَوِيُّ؛ وَالْحُوْثِيُّ؛ وَالثَّأْثَاْءُ
وَرَأَيْتُ "جَيْشَ الْفَتْحِ" يَفْتَحُ بَلْدَةً
خَضْرَاْءَ فِيْهَاْ رَوْضَةٌ غَنَّاْءُ

غَنَّتْ عَلَىْ أَفْنَاْنِهَاْ أَطْيَاْرُهَاْ
وَتَرَنَّمَ الْبُلَغَاْءُ؛ وَالشُّعَرَاْءُ

وَالتِّيْنُ وَالزَّيْتُوْنُ يَحْمِيْ أَهْلها
وَالنَّخْلُ؛ وَالأَعْنَاْبُ؛ وَالنَّعْمَاْءُ

وَالشَّعْبُ يَجْتَثُّ الْمَجُوْسَ؛ وَحِزْبَهُمْ
فَالْيَوْمَ لاْ رَفْضٌ؛ وَلاْ أَهْوَاْءُ

اللهُ أَكْبَرُ، قَدْ تَحَقَّقَ حُلْمُنَاْ
وَتَبَدَّلَتْ فِيْ "إِدْلِبَ" الأَنْوَاْءُ

فَبِلَيْلِهَاْ نُوْرٌ يُغِيْظُ عَدُوَّنَاْ
غَيْظاً، وَتَسْقُطُ "رَاْيَةٌ صَفْرَاْءُ"

رَاْيَاْتُ "حَاْلِشَ" أُسْقِطَتْ، وَ"عُلُوْجُهَاْ"
هَرَبَتْ، وَ"عَجْعَجَ" حَوْلَهَاْ الأَعْضَاْءُ

أَعْضَاْءُ "حِزْبِ الْلاتِ وَالْعُزَّىْ" غَدَوْ
"أَيْدِيْ سَبَاْ"، وَ"الْفُرْسُ" وَالدَّهْمَاْءُ

وَأَتَتْ مِنَ "الْيَمَنِ" الشَّهِيْدِ بِشَاْرَةٌ
وَتَحَرَّرَتْ مِنْ أَسْرِهَا الْبَيْدَاْءُ

"عَزْمٌ"، وَ "حَسْمُ" عَوَاْصِفٍ عَرَبِيَّةٍ
عَصَفَتْ، وَخَاْبَ الْفُرْسُ؛ وَاللُّقَطَاْءُ

هَذَاْ أَوَاْنُ الْحَسْمِ وَالْعَزْمِ الَّذِيْ
دَكَّ الْجُحُوْرَ، وَخَاْفَهُ الْعُمَلاْءُ

فَالْعَزْمُ فِي "الْيَمَنِ" الشَّهِيْدِ عَوَاْصِفٌ
وَالْحَسْمُ فِي "الشَّاْمِ الشَّرِيْفِ" ضِيَاْءُ

وَالنَّصْرُ أَرْسَلَ لِلْعِرَاْقِ رِسَاْلَةً
عُنْوَاْنُهَا: إِنَّ "الْمَجُوْسَ" وَبَاْءُ

كُشِفَتْ نَوَاْيَاْهُمْ، وَأَسْفَرَ حِقْدُهُمْ
نَسْلُ "الْمَجُوْسِ"؛ حُثَاْلَةٌ؛ حُقَرَاْءُ

"طَهْرَاْنُ" لاْ طُهْرٌ؛ وَلاْ شَرَفٌ؛ وَلاْ
دِيْنٌ؛ وَلاْ نَسَبٌ، وَلاْ آبَاْءُ

أَبْنَاْءُ مَنْ سَكِرُوْا بِنَشْوَةِ مُتْعَةٍ
شِيْعِيَّةٍ تَزْنِيْ بِهَا الْغَوْغَاْءُ

صَاْلُوْا وَجَاْلُوْا فِي الْبِلاْدِ سَفَاْهَةً
كَيْ يَنْشُرُوْا مِنْ كُفْرِهِمْ مَاْ شَاْؤُوْا

مِنْ كُفْرِ "مَزْدَكَ" وَ"الْمَجُوْسِ" وَغَيْرِهِمْ
فَالدِّيْنُ مِمَّاْ يَنْشُرُوْنَ بَرَاْءُ

مُذْ أَرْسَلُوْا قُطْعَاْنِ "حَوْزَاْتِ" الْخَنَاْ
مِنْ كُلِّ "مُلاّ" لَيْسَ فِيْهِ حَيَاْءُ

وَالنَّاْسُ تَرْفُضُ إِفْكَهُمْ؛ وَنِفَاْقَهُمْ
مُذْ "طَبَّرَ" الْغِلْمَاْنُ؛ وَالنُّدَمَاْءُ

ظَنُّوُا بِلاْدَ الْعُرْبِ تَنْسَىْ دِيْنَهَاْ
إِنْ عَاْثَ فِيْ أَرْجَاْئِهَا السُّفَهَاْءُ

خَسِؤُوْا؛ وَخَاْبَتْ "قُمُّ"، وَ"الْمُلا" الَّذِيْ
أَعْوَاْنُهُ "الأَعْلاْجُ"(1)، وَالأُجَرَاْءُ

فَهُنَاْ بِأَرْضِ "الشَّاْمِ" سُنَّةُ أَحْمَدٍ
زُرِعَتْ، وَصَاْنَ أُصُوْلَهَا الْخُلَفَاْءُ

وَفُرُوْعُهَاْ سُنِّيَّةٌ؛ قُرَشِيَّةٌ؛
مَحْمِيَّةٌ؛ حُرَّاُسَها الأُمَرَاْءُ

خَسِئَتْ مِلاْلِيْ "قُمَّ"، إِنَّاْ هَاْ هُنَاْ
وَبِأَرْضِنَا "الْمِعْرَاْجُ؛ وَالإِسْرَاْءُ"

فِيْهَاْ أَبُوْ سُفْيَاْنَ أَرْسَىْ مَجْدَنَاْ
مُذْ لاْحَ بَيْنَ الْفَيْلَقَيْنِ لِوَاْءُ

وَبِأَرْضِنَاْ "بُصْرَى الشَّآمِ" بَصِيْرَةٌ
وَ"الْقَاْدِسِيَّةُ" شُعْلَةٌ حَمْرَاْءُ

"حَوْرَاْنُ" حَاْضِنَةُ الْجِهَاْدِ؛ وَأَهْلُهَاْ
قَوْمٌ كِرَاْمٌ؛ سَاْدَةٌ؛ نُجَبَاْءُ

فِيْهَاْ مِنَ "الْيَرْمُوْكِ" نَصْرٌ خَاْلِدٌ
يُهْدَىْ إِلَيْهِ - مَدَى الزَّمَاْنِ - ثَنَاْءُ

"كِسْرَىْ" تَكَسَّرَ فِي "الْعِرَاْقِ"، وَهَاْ هُنَاْ
فِي "الشَّاْمِ" ذُلَّ "الرُّوْمُ"؛ وَالْخُيَلاْءُ

فَالنَّاْسُ فُسْطَاْطَاْنِ؛ مَاْ مِنْ ثَاْلِثٍ
مَهْمَاْ تَلَوَّنَ فَاْسِقٌ؛ مَشَّاْءُ

وَخُلاْصَةُ التَّخْصِيْصِ: إِمَّاْ مُسْلِمٌ
أَوْ كَاْفِرٌ، وَعِظَاْمُهُ زَرْقَاْءُ

كُشِفَ الْقِنَاْعُ، فَكُلُّ شَيْءٍ وَاْضِحٌ
شَهِدَتَ بِذَاْكِ بَسِيْطَةٌ؛ وَسَمَاْءُ

فَلِكُلِّ دَاْءٍ فِي الأَنَاْمِ دَوَاْؤُهُ
وَالسَّيْفُ لِلْخَصْمِ الَّلدُوْدِ دَوَاْءُ

وَصَدَاْقَةُ الأَعْدَاْءِ سُمٌّ مُزْعِفٌ
مَهْمَاْ تُزَيَّفُ حَوْلَهَا الآرَاْءُ

فَاحْذَرْ عَدُوَّكَ إِنْ أَرَدْتَ سَلاْمَةً
إِنَّ الْعَدُوَّ تُدِيْرُهُ الْبَغْضَاْءُ

إِنَّ الْجِهَاْدَ حَصَاْنَةٌ؛ وَوِقَاْيَةٌ
وَالرُّوْحُ لِلدِّيْنِ الْحَنِيْفِ فِدَاْءُ

وَعَلَيْهِ مِنْ قَوْلِ الرَّسُوْلِ أَدِلَّةٌ
وَعَلَيْهِ مِنْ وَحْيِ السَّمَاْءِ بَهَاْءُ

وَبِنُوْرِ سُنَّتِنَاْ تُضَاْءُ حَيَاْتُنَاْ
دَوْماً، وَتِلْكَ مَحَجَّةٌ بَيْضَاْءُ

لِلْمُسْلِمِيْنَ السَّاْئِرِيْنَ إِلَى الْعُلاْ
مَهْمَاْ تَكَاْثَرَ فِي الدُّهُوْرِ بَلاْءُ

هِيَ سُنَّةٌ؛ سُنِّيَّةٌ؛ قُرَشِيَّةٌ
أَبَدِيَّةٌ؛ مَحْمِيَّةٌ؛ وَضَّاْءُ

تَبْقَىْ كَمَاْءِ الْبَحْرِ نَبْعَ طَهَاْرَةٍ
فُضْلَىْ، وَمَكْرُ الْمَاْكِرِيْنَ غُثَاْءُ

هذه القصيدة من البحر الكامل التام.
(1) قال عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه؛ لابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ يَوْمَ طَعَنَهُ أبو لؤلؤة المجوسي غُلامُ الْمُغِيرَةِ: «قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ هَؤُلاءِ الأَعْلاجُ بِالْمَدِينَةِ».
العلج: الرجل الضخم القوي من كفّار العجم ، ويطلق على الكافر عموماً من كفار العجم وغيرهم، والأعلاج: جَمْعُهُ، ويُجمعُ على عُلوج. انظر:النهاية في غريب الحديث "3/286".

(2) السُّعُدُ والسُّعُودُ، هي سُعُودُ النُّجومِ وعددها عَشَرَةٌ :
سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ . وزَعَمَت العربُ أَنَّه طَلَعَ حِينَ قال الله تعالى: { ياأَرْضُ ابْلَعِى مَآءكِ } ( هود : 44 ) ويقال: إِنما سُمِّيَ بُلَعاً لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ . 
( وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ ) : ثَلاثةُ كَواكبَ على غيرِ طَرِيقِ السُّعود ، مائلةٌ عنها ، وفيها اختلافٌ ، وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ، ولا مُضِيئة مُنِيرَة ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهَوَامُّها من جِحَرَاتِهَا. وقيل: سَعْدُ الأَخْبِيَةِ: ثلاثةُ أَنْجُمَ ، كأَنَّهَا أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن . 
( وسَعْدُ الذَّابِحِ ): هو كوكبان مُتَقَاربانِ ، سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكباً صغيراً غامِضاً ، يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه ، والذَّابِحُ أَنْوَرُ منه قليلاً. 
( وسَعْدُ السُّعودِ ) كوْكبَانِ ، وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ، ولذالك أُضِيف إِليها ، وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابِحِ في مَطْلَعه. وقيل: هو كوكب نَيِّرٌ منفرد . (زسعد السعود: نوء من الأنواء موعده الربيع، ويصفه المزارعون السوريون بقولهم: إذا جاء سعد السعود، يجري الماء في العود، ويدفأ كلُّ مبرود).
( وهذه الأَربعة ) منها ( من مَنَازِلِ القمرِ ) يَنْزِل بها ، وهي في بُرْجَي الجَدْيِ والدَّلْو . 
ومن النُّجُوم : ( سَعْدُ ناشِرةَ ، وسَعْدُ المَلِكِ ، وسَعْدُ البِهَامِ ، وسَعْدُ الهُمَامِ ، وسَعْدُ البارِعِ ، وسَعْدُ مَطَرٍ . وهذه السِّتَّةُ ليستْ من المنازل ، كُلُّ ) سَعْدٍ ( منها كَوْكَبَانِ ، بينهما في المَنْظَرِ نَحْوُ : وهي مُتَناسِقةٌ . وفي العَرَب سُعودٌ كثيرةٌ : سَعْدُ تميمٍ وسَعْدُ قَيْسٍ وسَعْدُ هُذَيْلٍ وسَعْدُ بَكْرٍ، وغير ذلك.

الجمعة، 2 يناير 2015

ذكرى سقوط الاندلس

 "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" 


*ذكرى سقوط الاندلس

كان سقوط الأندلس في عام 1492 م بعد "حرب الاسترداد" التي أعلنتها الكنيسة ومملكة قشتالة في شمال شبه جزيرة إيبيريا لاحتلال الأندلس .

فالكثيرون يظنون أن العرب قد أتوا واحتلوا الأندلس أو "إسبانيا" وطردوا أهلها ثم بعد ثمانية قرون انتفض أصحاب الأرض واستردوا ما لهم , الحقيقة تقول أن الغالبية الساحقة من أصحاب الأرض أسلموا واختلطوا بالعرب والأمازيغ ليشكلوا معاً المجتمع الأندلسي الثري الذي احتضن جميع الثقافات والديانات كما لم يفعل أي مجتمع آخر بشهادة الغرب قبل المسلمين. 

أما ما يسمى بحرب " الاسترداد " فلم يكن إلا احتلال ظاهره ديني وباطنه استعماري توسعي, فاجتاحت مملكة قشتالة أرض الأندلس وعذب وأبادت سكانها "الأصليين" وأجبرتهم على التنصّر أو القتل والطرد.

وإستمرت المقاومة لمحاولة استعادة الاندلس حتى 150 عاماً بعد السقوط , وفي هذا اليوم يجب أن نذكر آخر سلاطين الأندلس و شهيد الثورة المورسكية فرناندو دي بالور , ويجب ان نذكر الطرد الشنيع لأكثر من 300 الف مسلم عام 1609 م , ولا بُد أن نذكر الشهيد أحمد بلاس إنفانتي ونضاله وإسلامه وإستشهاده عام 1936 على يد الطغاة , اليوم يجب ان نذكر ونُذكِّر بعودة الإسلام إلى الأندلس إلى غرناطة , حيث بُني مسجد غرناطة الجامع بعد 511 من السقوط وذلك في عام 2003 !!

وبعد سقوط الأندلس طرد أهلها من المسلمين واليهود، ولا يوجد إعتراف لأهل الشتات الأندلسي بنفس الحقوق المعترف بها لليهود السفاريد الأندلسيين، فنظريا، نفس الدوافع القمعية أجبرت الأندلسيين المسلمين و اليهود السفاريد على الهجرة من وطنهم، والمصيبة أن (اليهود السفاريد الذين يبرهنون عن أصلهم "الإسباني" عبر أسمائهم العائلية يُعترف لهم بنفس الحقوق المعترف بها للأمريكيين اللاتينيين و الفليبنيين). أما الأندلسيون، و كإهانة إضافية لهم، فلا ذكر لهم البتة في تشريع الدولة الإسبانية , ليستمر الاضطهاد الذي بدأ منذ قرون ضدهم .

*الفتنة سبب لسقوط الأندلس :

بدأت رياح الفتنة و الخلاف تعصف بالأندلس في الأعوام الأولى من الفتح , فبعد إحكام السيطرة على أكبر المدن و أغلب القرى من قبل جيوش الأمازيغ بقيادة عربية أمازيغية بدأ وصول أفواج مهاجرة من الجزيرة العربية و من شمال إفريقيا و كان التوزيع الظالم و التفريقي للقبائل العربية و الأمازيغية على الأراضي سببا مباشرا في ظهور نزاعات أتت في النهاية على الأندلس , فقد نزل أهل دمشق بقرطبة و أهل حمص بإشبيلية و أهل فلسطين بشذونة و اليمنية بطليطلة حيث الخصب و الزرع, بينما هجّر البربر إلى الأراضي القاحلة في ماردة و بطليوس و باجة , واستأثر العرب بالمراكز القيادية ووضعوا لأنفسهم مكانة رأوها أعلى من مكانة البربر و الموالي و المسلمين الجدد فبدأت الحساسيات بين عناصر المجتمع الأندلسي الجديد لتنطلق فتن هدّامة بدأت بفتنة بين العرب نفسهم من مضرية و يمانية قبل أن تتحول إلى فتن عربية بربرية , فتنٌ أعقبتها ثورات لم تتوقف و لم تنتهي إلى أن سلّمت مفاتيح غرناطة للملوك الصليبيين , "و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم "

*ابراهام لنكولن :

لفت المنظمون لاحياء الذكرى 521 لسقوط الاندلس ان أعظم من حكم أميركا الرئيس الأميركي إبراهام لينكون من أصول أندلسيّة ، وقد ذكرها عدد من المؤرخين الباحثين، من بينهم عادل سعيد بشتاوي، وعلى منتصر الكتّاني، وقد ذكر ذلك أيضاً في كتاب مهم جداً بالإنجليزية اسمه الميلنجر "The Malingers" ، وهو يتحدث عن جبال الأبلاش "The white of the Appalachians"، التي تقع في شرق الولايات المتحدة، وبها سكان يسمونهم "ميلونجونز"، أحدهم اسمه: "براند كينيدي" "Brand Kennedy" وقد كتب كتابا عن أصول الميلونجونس بتمويل من جامعة فرجينيا الغربية، وتبين أن أصولهم إسلامية من أندلسيي البرتغال، وبقيت فيهم عادات إسلامية إلى الآن، وقد أشار الكتاب أن من أهم الشخصيات التي تنتمي إلى هذه الطبقة من الناس: "أبراهام لينكولن"،الرئيس الأميركي الأشهر، وقد أشار الكتاب لمسألة هامة وهي أن تحرير أبراهام لينكولن للعبيد كان انتقاما للأندلس بطريقة غير مباشرة .

* يوم كان أكل الكسكي جريمة :

فى عام 1538 داهم عمّال محاكم التحقيق بيت خوان البرغشى "من مدينة برغش" الأندلسية، وكان مجبراً على التنصر ، فوجدوا عنده مجموعة من الأصدقاء يأكلون الكسكسي (الاكلة الشعبية المغربية) و يعزفون الموسيقى ، فأخذتهم القوات الاسبانية ليمثلوا أمام المحكمة بتهمة العزف بألحان غريبة وأكل طعام عربى مغربى واستعمال أسماء اسلامية , هذه القصة ذكرت في كتاب (الموريسكيون الأندلسيون والمسيحيون) وهي دليل من ألوف الدلائل على إمتهان حرب ما كان هدفها إلا إنتزاع الهويّة الاندلسيّة حتى في أقل الصور الفلكلورية من طعام وخلافه، لم تكن حرباً بين محتل وشعب، كانت حرب لإبادة هوية .


* خوان أنطونيو لورنتي :

خوان أنطونيو لورنتي مؤرخ شغلت محاكم التحقيق الإسبانية تفكيره في معظم سنوات عمره الناضج، وضع قبل وفاته عام 1823 مؤلفاً ضخماً من أربعة أجزاء عن محاكم التحقيق الإسبانية يُعتبر إلى اليوم مرجع مراجع تاريخ تلك المحاكم، كلفه الفرنسيون عند دخولهم إسبانيا عام 1808 مهمة ضبط أرشيف محاكم التحقيق فاستفاد من منصبه هذا لجمع مادة الكتاب الذي ألّفه في ما بعد ، وعندما انسحب الفرنسيون غادر لورنتي البلاد معهم وظل خارج إسبانيا عشر سنوات وضع خلالها مرجعه المشهور ونشره في باريس بين عامي 1817 و1818، الكتاب أثار استياء الكثيرين من الإسبان وحظرت محاكم التحقيق تداوله على الفور ، خطورة الكتاب تكمن بالوثائق الأصلية الفاضحة التي كانت بين يديه ، لورنتي الإسباني الذي تمكّن من الحصول على وثائق لمحاكم التحقيق لم يتمكّن من الحصول عليها غيره توصّل إلى أن عدد الأندلسيين الذين قضت محاكم التحقيق بحرقهم كان 31912 أندلسياً وأندلسية، واستنتج أن عدد الأندلسيين الذين أوقعت بهم محاكم التحقيق عقوبات وغرامات مختلفة كان 271150 شخصاً فيما أحرقت محاكم التحقيق تماثيل رمزية لـ7659 أندلسياً تمكّنوا من الفرار خارج إسبانيا أو اختفوا داخل تلك البلاد الشاسعة ، هذه الأرقام المخيفة تعني ان مجموع ضحايا الأندلسيين ، بين حرق وعقوبات ، 302362 أندلسياً وأندلسية ، أي واحد من بين كل ثلاثة أندلسيين كانوا يعيشون في إسبانيا , يذكر ان لورنتي قد شغل منصب الأمين العام لمحكمة التحقيق في مدريد .

*السّيد القمبيطور أو"el cid" :

بين أشهر الشخصيات الروائية و السينمائية الأندلسية " السّيد القمبيطور" أو « el cid » هذا الشّخص الذي يصور كبطل مسيحي قومي كان مرتزقا هرب من ملاحقة ملكه ألفونسو السادس ليلجأ عند ملوك بني هود بسرقسطة فوفّر له بنو هود كلّ ظروف الراحة حتّى استرجع طاقاته ثمّ دفعت له مبالغ طائلة نظير محاربته للمجاهدين المرابطين فأدى المهمة على أحسن وجه و لكنّه سرعان ما رجع لجيش ملكه و ساهم بصدق في مهاجمة المرابطين على الشاطئ الشرقي للأندلس و قد سقطت مدن عديدة على يده من بينها بلنسية لؤلؤة المتوسط .

*دور الترجمة :

كان أول ما تصنع قشتالة ( وهي المملكة التي إحتلت الأندلس) عند إسقاط المدن الأندلسية هو انشاء دور لترجمة علوم وكُتب تلك المدن إلى القشتالية وسائر اللغات الأوروبية وحرق ما يجدونه بلا أهمية لهم ككتب البلاغة والفقه وما إلى ذلك , ويكفيك أن تتمعن في تواريخ انشاء جامعات أوروبا الكبرى التي قام عصر النهضة على أكتافها وتواريخ سقوط مدن الأندلس لتعرف بعلوم مَن قامت نهضتهم.

البرلمان الغرناطي شرع اليوم في إجراءات من أجل جعل يوم " سقوط غرناطة" يوما "وطنيا ذي فائدة ثقافية" و كذلك دمجه في قائمة الإرث المعنوي للإنسانية للأمم المتحدة و كذلك اليونسكو , فأين نحن من تاريخنا . - See more at: http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=140980#sthash.FCdSmhBW.dpuf