محمود السيد الدغيم.
قصيدة : قادسية بصرى الشام وفتح إدلب
الجمعة: 7 جمادى الآخرة / 27-3-2015م
نَاْدَتْ عَلَىْ ثُوَّاِرِنَاْ "الْخَنْسَاْءُ"
وَتَرَدَّدَتْ بِبِلاْدِنَا الأَصْدَاْءُ
قَاْلَتْ: "بِبُصْرَىْ" أَشْعِلُوْهَاْ ثَوْرَةً
كَيْ يَفْرَحَ الأَبْرَاْرُ وَالشُّهَدَاْءُ
وَلْتَكْسِرُوْا فِيْ "إِدْلِبَ" الْقَيْدَ الَّذِيْ
قَدْ صَكَّهُ أَعْدَاْؤُنَا الْجُبَنَاْءُ
وَلْتَعْلَمُوْا أَنَّ الشَّآمَ عَزِيْزَةٌ
حُرَّاْسُهَا الآبَاْءُ وَالأَبْنَاْءُ
سَمِعَ الأُبَاْةُ الثَّاْئِرُوْنَ نِدَاْءَهَاْ
فَاسْتَنْفَرَ الْغُفَرَاْءُ وَالْخُبَرَاْءُ
وَتَسَاْبَقَ الشُّهَدَاْءُ فِي الشَّاْمِ الَّتِيْ
ثَاْرَتْ وَلَبَّتْ أَمْرَهَا الصَّحْرَاْءُ
وَتَقَدَّمَ الأَبْطَاْلُ حُرَّاْسُ الْحِمَىْ
طَوْعاً وَرُدِّدَ لِلْجِهَاْدِ نِدَاْءُ
وَالْمُسْلِمُوْنَ تَعَاْوَنُوْا وَتَوَحَّدُوْا
وَتَفَرَّقَ الشُّذَّاْذُ وَالْعُمَلاْءُ
وَاسْتَبْسَلَ الأَحْرَاْرُ آسَاْدُ الشَّرَىْ
وَتَكَاْتَفَتْ قُوَّاْتُنَا الشَّمَّاْءُ
أَبْنَاْؤُنَاْ، وَبَنَاْتُنَاْ؛ وَنِسَاْؤُنَاْ
وَرِجَاْلُنَاْ؛ وَالسَّاْدَةُ الْعُلَمَاْءُ
قَدْ أَطْلَقُوْا ضِدَّ الأَعَاْجِمِ ثَوْرَةً
عُظْمَىْ، وَثَاْرَتْ "إِدْلِبُ" الْخَضْرَاْءُ
وَالْقَاْدِسِيَّةُ كَبَّرَتْ أَعْلاْمُهَاْ
فَرَحاً، وَ"جْيْشُ الْفَتْحِ"، وَالشَّهْبَاْءُ
وَأَتَى الرَّبِيْعُ؛ وَأَقْبَلَتْ أَيَّاْمُنَاْ
لا الْغُوْلُ يُرْهِبُنَاْ؛ وَلا الْعَنْقَاْءُ
وَجُمُوْعُنَاْ نَحْوَ الْجِهَاْدِ تَسَاْبَقَتْ
فَبِكُلِّ شِبْرٍ غَاْرَةٌ شَعْوَاْءُ
وَالْخَاْئِنُ الشِّيْعِيُّ يَرْكُضُ هَاْرِباً
وَالأَرْضُ تَغْسِلُ عَاْرَهُ؛ وَالْمَاْءُ
فَلَقَدْ أَتَىْ "سَعْدُ السُّعُوْدِ"(2) مُبَشِّراً
بِالْفَتْحِ لَمَّاْ هَرْوَلَ الأَعْدَاْءُ
وَتَقَهْقَرَ الْعَلَوِيُّ؛ وَالشِّيْعِيُّ؛ وَالصَّفَوِيُّ؛ وَالْحُوْثِيُّ؛ وَالثَّأْثَاْءُ
وَرَأَيْتُ "جَيْشَ الْفَتْحِ" يَفْتَحُ بَلْدَةً
خَضْرَاْءَ فِيْهَاْ رَوْضَةٌ غَنَّاْءُ
غَنَّتْ عَلَىْ أَفْنَاْنِهَاْ أَطْيَاْرُهَاْ
وَتَرَنَّمَ الْبُلَغَاْءُ؛ وَالشُّعَرَاْءُ
وَالتِّيْنُ وَالزَّيْتُوْنُ يَحْمِيْ أَهْلها
وَالنَّخْلُ؛ وَالأَعْنَاْبُ؛ وَالنَّعْمَاْءُ
وَالشَّعْبُ يَجْتَثُّ الْمَجُوْسَ؛ وَحِزْبَهُمْ
فَالْيَوْمَ لاْ رَفْضٌ؛ وَلاْ أَهْوَاْءُ
اللهُ أَكْبَرُ، قَدْ تَحَقَّقَ حُلْمُنَاْ
وَتَبَدَّلَتْ فِيْ "إِدْلِبَ" الأَنْوَاْءُ
فَبِلَيْلِهَاْ نُوْرٌ يُغِيْظُ عَدُوَّنَاْ
غَيْظاً، وَتَسْقُطُ "رَاْيَةٌ صَفْرَاْءُ"
رَاْيَاْتُ "حَاْلِشَ" أُسْقِطَتْ، وَ"عُلُوْجُهَاْ"
هَرَبَتْ، وَ"عَجْعَجَ" حَوْلَهَاْ الأَعْضَاْءُ
أَعْضَاْءُ "حِزْبِ الْلاتِ وَالْعُزَّىْ" غَدَوْ
"أَيْدِيْ سَبَاْ"، وَ"الْفُرْسُ" وَالدَّهْمَاْءُ
وَأَتَتْ مِنَ "الْيَمَنِ" الشَّهِيْدِ بِشَاْرَةٌ
وَتَحَرَّرَتْ مِنْ أَسْرِهَا الْبَيْدَاْءُ
"عَزْمٌ"، وَ "حَسْمُ" عَوَاْصِفٍ عَرَبِيَّةٍ
عَصَفَتْ، وَخَاْبَ الْفُرْسُ؛ وَاللُّقَطَاْءُ
هَذَاْ أَوَاْنُ الْحَسْمِ وَالْعَزْمِ الَّذِيْ
دَكَّ الْجُحُوْرَ، وَخَاْفَهُ الْعُمَلاْءُ
فَالْعَزْمُ فِي "الْيَمَنِ" الشَّهِيْدِ عَوَاْصِفٌ
وَالْحَسْمُ فِي "الشَّاْمِ الشَّرِيْفِ" ضِيَاْءُ
وَالنَّصْرُ أَرْسَلَ لِلْعِرَاْقِ رِسَاْلَةً
عُنْوَاْنُهَا: إِنَّ "الْمَجُوْسَ" وَبَاْءُ
كُشِفَتْ نَوَاْيَاْهُمْ، وَأَسْفَرَ حِقْدُهُمْ
نَسْلُ "الْمَجُوْسِ"؛ حُثَاْلَةٌ؛ حُقَرَاْءُ
"طَهْرَاْنُ" لاْ طُهْرٌ؛ وَلاْ شَرَفٌ؛ وَلاْ
دِيْنٌ؛ وَلاْ نَسَبٌ، وَلاْ آبَاْءُ
أَبْنَاْءُ مَنْ سَكِرُوْا بِنَشْوَةِ مُتْعَةٍ
شِيْعِيَّةٍ تَزْنِيْ بِهَا الْغَوْغَاْءُ
صَاْلُوْا وَجَاْلُوْا فِي الْبِلاْدِ سَفَاْهَةً
كَيْ يَنْشُرُوْا مِنْ كُفْرِهِمْ مَاْ شَاْؤُوْا
مِنْ كُفْرِ "مَزْدَكَ" وَ"الْمَجُوْسِ" وَغَيْرِهِمْ
فَالدِّيْنُ مِمَّاْ يَنْشُرُوْنَ بَرَاْءُ
مُذْ أَرْسَلُوْا قُطْعَاْنِ "حَوْزَاْتِ" الْخَنَاْ
مِنْ كُلِّ "مُلاّ" لَيْسَ فِيْهِ حَيَاْءُ
وَالنَّاْسُ تَرْفُضُ إِفْكَهُمْ؛ وَنِفَاْقَهُمْ
مُذْ "طَبَّرَ" الْغِلْمَاْنُ؛ وَالنُّدَمَاْءُ
ظَنُّوُا بِلاْدَ الْعُرْبِ تَنْسَىْ دِيْنَهَاْ
إِنْ عَاْثَ فِيْ أَرْجَاْئِهَا السُّفَهَاْءُ
خَسِؤُوْا؛ وَخَاْبَتْ "قُمُّ"، وَ"الْمُلا" الَّذِيْ
أَعْوَاْنُهُ "الأَعْلاْجُ"(1)، وَالأُجَرَاْءُ
فَهُنَاْ بِأَرْضِ "الشَّاْمِ" سُنَّةُ أَحْمَدٍ
زُرِعَتْ، وَصَاْنَ أُصُوْلَهَا الْخُلَفَاْءُ
وَفُرُوْعُهَاْ سُنِّيَّةٌ؛ قُرَشِيَّةٌ؛
مَحْمِيَّةٌ؛ حُرَّاُسَها الأُمَرَاْءُ
خَسِئَتْ مِلاْلِيْ "قُمَّ"، إِنَّاْ هَاْ هُنَاْ
وَبِأَرْضِنَا "الْمِعْرَاْجُ؛ وَالإِسْرَاْءُ"
فِيْهَاْ أَبُوْ سُفْيَاْنَ أَرْسَىْ مَجْدَنَاْ
مُذْ لاْحَ بَيْنَ الْفَيْلَقَيْنِ لِوَاْءُ
وَبِأَرْضِنَاْ "بُصْرَى الشَّآمِ" بَصِيْرَةٌ
وَ"الْقَاْدِسِيَّةُ" شُعْلَةٌ حَمْرَاْءُ
"حَوْرَاْنُ" حَاْضِنَةُ الْجِهَاْدِ؛ وَأَهْلُهَاْ
قَوْمٌ كِرَاْمٌ؛ سَاْدَةٌ؛ نُجَبَاْءُ
فِيْهَاْ مِنَ "الْيَرْمُوْكِ" نَصْرٌ خَاْلِدٌ
يُهْدَىْ إِلَيْهِ - مَدَى الزَّمَاْنِ - ثَنَاْءُ
"كِسْرَىْ" تَكَسَّرَ فِي "الْعِرَاْقِ"، وَهَاْ هُنَاْ
فِي "الشَّاْمِ" ذُلَّ "الرُّوْمُ"؛ وَالْخُيَلاْءُ
فَالنَّاْسُ فُسْطَاْطَاْنِ؛ مَاْ مِنْ ثَاْلِثٍ
مَهْمَاْ تَلَوَّنَ فَاْسِقٌ؛ مَشَّاْءُ
وَخُلاْصَةُ التَّخْصِيْصِ: إِمَّاْ مُسْلِمٌ
أَوْ كَاْفِرٌ، وَعِظَاْمُهُ زَرْقَاْءُ
كُشِفَ الْقِنَاْعُ، فَكُلُّ شَيْءٍ وَاْضِحٌ
شَهِدَتَ بِذَاْكِ بَسِيْطَةٌ؛ وَسَمَاْءُ
فَلِكُلِّ دَاْءٍ فِي الأَنَاْمِ دَوَاْؤُهُ
وَالسَّيْفُ لِلْخَصْمِ الَّلدُوْدِ دَوَاْءُ
وَصَدَاْقَةُ الأَعْدَاْءِ سُمٌّ مُزْعِفٌ
مَهْمَاْ تُزَيَّفُ حَوْلَهَا الآرَاْءُ
فَاحْذَرْ عَدُوَّكَ إِنْ أَرَدْتَ سَلاْمَةً
إِنَّ الْعَدُوَّ تُدِيْرُهُ الْبَغْضَاْءُ
إِنَّ الْجِهَاْدَ حَصَاْنَةٌ؛ وَوِقَاْيَةٌ
وَالرُّوْحُ لِلدِّيْنِ الْحَنِيْفِ فِدَاْءُ
وَعَلَيْهِ مِنْ قَوْلِ الرَّسُوْلِ أَدِلَّةٌ
وَعَلَيْهِ مِنْ وَحْيِ السَّمَاْءِ بَهَاْءُ
وَبِنُوْرِ سُنَّتِنَاْ تُضَاْءُ حَيَاْتُنَاْ
دَوْماً، وَتِلْكَ مَحَجَّةٌ بَيْضَاْءُ
لِلْمُسْلِمِيْنَ السَّاْئِرِيْنَ إِلَى الْعُلاْ
مَهْمَاْ تَكَاْثَرَ فِي الدُّهُوْرِ بَلاْءُ
هِيَ سُنَّةٌ؛ سُنِّيَّةٌ؛ قُرَشِيَّةٌ
أَبَدِيَّةٌ؛ مَحْمِيَّةٌ؛ وَضَّاْءُ
تَبْقَىْ كَمَاْءِ الْبَحْرِ نَبْعَ طَهَاْرَةٍ
فُضْلَىْ، وَمَكْرُ الْمَاْكِرِيْنَ غُثَاْءُ
هذه القصيدة من البحر الكامل التام.
(1) قال عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه؛ لابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما؛ يَوْمَ طَعَنَهُ أبو لؤلؤة المجوسي غُلامُ الْمُغِيرَةِ: «قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ هَؤُلاءِ الأَعْلاجُ بِالْمَدِينَةِ».
العلج: الرجل الضخم القوي من كفّار العجم ، ويطلق على الكافر عموماً من كفار العجم وغيرهم، والأعلاج: جَمْعُهُ، ويُجمعُ على عُلوج. انظر:النهاية في غريب الحديث "3/286".
(2) السُّعُدُ والسُّعُودُ، هي سُعُودُ النُّجومِ وعددها عَشَرَةٌ :
سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ . وزَعَمَت العربُ أَنَّه طَلَعَ حِينَ قال الله تعالى: { ياأَرْضُ ابْلَعِى مَآءكِ } ( هود : 44 ) ويقال: إِنما سُمِّيَ بُلَعاً لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ .
( وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ ) : ثَلاثةُ كَواكبَ على غيرِ طَرِيقِ السُّعود ، مائلةٌ عنها ، وفيها اختلافٌ ، وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ، ولا مُضِيئة مُنِيرَة ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهَوَامُّها من جِحَرَاتِهَا. وقيل: سَعْدُ الأَخْبِيَةِ: ثلاثةُ أَنْجُمَ ، كأَنَّهَا أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن .
( وسَعْدُ الذَّابِحِ ): هو كوكبان مُتَقَاربانِ ، سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكباً صغيراً غامِضاً ، يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه ، والذَّابِحُ أَنْوَرُ منه قليلاً.
( وسَعْدُ السُّعودِ ) كوْكبَانِ ، وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ، ولذالك أُضِيف إِليها ، وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابِحِ في مَطْلَعه. وقيل: هو كوكب نَيِّرٌ منفرد . (زسعد السعود: نوء من الأنواء موعده الربيع، ويصفه المزارعون السوريون بقولهم: إذا جاء سعد السعود، يجري الماء في العود، ويدفأ كلُّ مبرود).
( وهذه الأَربعة ) منها ( من مَنَازِلِ القمرِ ) يَنْزِل بها ، وهي في بُرْجَي الجَدْيِ والدَّلْو .
ومن النُّجُوم : ( سَعْدُ ناشِرةَ ، وسَعْدُ المَلِكِ ، وسَعْدُ البِهَامِ ، وسَعْدُ الهُمَامِ ، وسَعْدُ البارِعِ ، وسَعْدُ مَطَرٍ . وهذه السِّتَّةُ ليستْ من المنازل ، كُلُّ ) سَعْدٍ ( منها كَوْكَبَانِ ، بينهما في المَنْظَرِ نَحْوُ : وهي مُتَناسِقةٌ . وفي العَرَب سُعودٌ كثيرةٌ : سَعْدُ تميمٍ وسَعْدُ قَيْسٍ وسَعْدُ هُذَيْلٍ وسَعْدُ بَكْرٍ، وغير ذلك.